طرق تخفيف أعراض الوحم

كيف أخفف أعراض الوحم؟

الوحم هو حالة شائعة تصيب العديد من النساء في فترة الحمل، وتتميز بظهور مجموعة من الأعراض الجسدية والنفسية التي قد تكون مزعجة. من بين الأعراض الأكثر شيوعاً هي الغثيان، القيء، التغيرات في الشهية، وارتفاع الحساسية تجاه بعض الروائح والأطعمة. لكن، رغم أن الوحم يعتبر جزءاً طبيعياً من الحمل، فإنه يمكن أن يكون تحدياً كبيراً للنساء اللواتي يعانين منه. في هذا المقال، سنتناول كيفية التخفيف من أعراض الوحم بأساليب علمية وطبيعية تساعد في تقليل الإزعاج الناتج عنه.

فهم الوحم وأسبابه

تعتبر أعراض الوحم جزءاً من التغيرات الهرمونية التي تحدث في الجسم خلال الأسابيع الأولى من الحمل. الهرمونات الرئيسية التي تلعب دوراً في هذه الظاهرة تشمل هرمون “الـ hCG” (الهرمون المُنشّط للحمل)، الذي يرتفع بشكل ملحوظ في فترة الحمل الأولى. هذه التغيرات الهرمونية تؤثر على الجهاز العصبي المعوي، مما يؤدي إلى الشعور بالغثيان والقيء.

من الأسباب الأخرى التي يمكن أن تساهم في الوحم هي التغيرات في مستويات السكر في الدم، والعوامل النفسية مثل القلق والتوتر. أيضاً، تعتبر العوامل الوراثية من بين الأسباب المحتملة، حيث تكون بعض النساء أكثر عرضة للإصابة بالوحم مقارنةً بغيرهن.

النصائح لتخفيف أعراض الوحم

1. تناول وجبات صغيرة ومتكررة

إحدى أبرز النصائح لتخفيف أعراض الوحم هي تناول وجبات صغيرة ومتكررة بدلاً من تناول وجبات كبيرة. يساعد هذا في الحفاظ على مستويات السكر في الدم مستقرة طوال اليوم، مما يقلل من الشعور بالغثيان. ينصح بتقسيم الطعام إلى 5-6 وجبات صغيرة على مدار اليوم، مع تجنب تناول الطعام الثقيل أو الدهني الذي قد يزيد من الشعور بعدم الراحة.

2. تناول الأطعمة الجافة والسهلة الهضم

إن الأطعمة الجافة مثل الخبز المحمص، والكراكرز، والحبوب الجافة تعد من الخيارات الجيدة للحد من الغثيان. هذه الأطعمة خفيفة على المعدة ويمكن تناولها بسهولة في فترات الصباح أو عند الاستيقاظ من النوم. يُفضل تجنب الأطعمة التي تحتوي على الكثير من التوابل أو الدهون، حيث يمكن أن تساهم في تفاقم الأعراض.

3. شرب السوائل بشكل منتظم

من الأمور المهمة أثناء فترة الوحم هو البقاء رطباً. يمكن أن يؤدي الغثيان والقيء إلى فقدان السوائل بشكل أكبر، مما يزيد من خطر الجفاف. لذلك، يجب على الحامل أن تشرب كميات كافية من الماء والعصائر الطازجة أو المشروبات التي تحتوي على الكهارل مثل ماء جوز الهند. من الأفضل تناول السوائل ببطء وعلى فترات طوال اليوم بدلاً من شرب كميات كبيرة دفعة واحدة.

4. تجنب الروائح القوية

الحساسية المفرطة تجاه الروائح هي أحد الأعراض الشائعة للوحم. يمكن أن تؤدي الروائح القوية، سواء كانت عطرية أو من الأطعمة المطهوة، إلى زيادة الشعور بالغثيان. حاول تجنب الأماكن التي تحتوي على روائح قوية، وابق في بيئة جيدة التهوية. من المفيد استخدام معطرات الجو أو الزيوت العطرية ذات الروائح الخفيفة مثل اللافندر أو النعناع.

5. تجنب الاستلقاء بعد الأكل

من المهم أن تتجنب المرأة الحامل الاستلقاء مباشرة بعد تناول الطعام، حيث يمكن أن يزيد ذلك من الشعور بالغثيان. يجب أن تنتظر لمدة 30 دقيقة إلى ساعة قبل الاستلقاء بعد تناول الوجبات. يساعد هذا في تحسين عملية الهضم وتقليل الضغط على المعدة.

6. الحصول على قسط كافٍ من الراحة والنوم

الراحة والنوم الجيد يمكن أن يساعد في تقليل التوتر والقلق المرتبط بالوحم. يجب أن تسعى الحامل إلى النوم لفترات كافية وعدم الإرهاق الزائد. يساهم النوم الجيد في استعادة الطاقة ويساعد الجسم على التكيف مع التغيرات الهرمونية.

7. استخدام الزنجبيل كعلاج طبيعي

الزنجبيل معروف بقدرته على تخفيف الغثيان. يمكن تناوله على شكل شاي أو مكملات غذائية، أو حتى مضغه بشكل طازج. تعتبر الدراسات العلمية أن الزنجبيل آمن للاستخدام أثناء الحمل ويمكن أن يساعد في تقليل أعراض الوحم. يُنصح بشرب كوب من شاي الزنجبيل الخفيف أو تناول قطعة صغيرة من الزنجبيل الطازج يومياً.

8. ممارسة تمارين التنفس العميق

تعد تمارين التنفس العميق من الوسائل الفعالة للتقليل من التوتر والقلق الذي قد يصاحب الوحم. يساعد التنفس العميق في تحسين تدفق الأوكسجين إلى الجسم، مما يعزز من استرخاء العضلات ويقلل من الشعور بالغثيان. يمكن ممارسة تمارين التنفس البطيء والعميق عدة مرات يومياً.

9. تناول مكملات الفيتامينات

في بعض الأحيان، قد يكون الوحم مرتبطاً بنقص بعض الفيتامينات والمعادن مثل فيتامين B6. أظهرت بعض الدراسات أن تناول مكملات فيتامين B6 يمكن أن يساعد في تقليل أعراض الغثيان. ومع ذلك، يجب استشارة الطبيب قبل تناول أي مكملات غذائية لضمان أنها آمنة وتناسب الحالة الصحية.

10. الدعم النفسي والعاطفي

إن الدعم النفسي والعاطفي من الأهل والأصدقاء يعتبر من العوامل الهامة في تخفيف التوتر الناتج عن أعراض الوحم. يمكن أن يكون التحدث عن الأعراض مع شخص مقرب أو الاستماع إلى نصائح الآخرين مفيداً. في بعض الحالات، قد يساعد التحدث مع مختص نفسي أو استشاري إذا كانت الأعراض النفسية تؤثر على الحالة العامة للمرأة الحامل.

العلاجات الطبية والدوائية

إذا كانت أعراض الوحم شديدة لدرجة أنها تؤثر على الحياة اليومية للمرأة الحامل، فقد يوصي الطبيب ببعض العلاجات الطبية. تشمل الخيارات الدوائية التي يمكن أن يصفها الطبيب:

• مضادات الغثيان: هناك بعض الأدوية المضادة للغثيان التي يمكن أن تكون آمنة خلال فترة الحمل، مثل دواء “دومبيريدون” أو “ميتوكلوبراميد”.

• العلاج بالسوائل الوريدية: في الحالات التي تتسبب في الجفاف بسبب القيء المستمر، قد يحتاج الطبيب إلى إعطاء السوائل الوريدية.

• أدوية مضادة للتقيؤ: قد يوصي الطبيب باستخدام أدوية مضادة للتقيؤ في حال كانت الأعراض شديدة، مثل الأدوية المحتوية على فيتامين B6 أو أدوية تحتوي على هرمونات معينة.

متى يجب استشارة الطبيب؟

يجب على المرأة الحامل استشارة الطبيب في حال كانت أعراض الوحم شديدة لدرجة تؤثر على قدرتها على تناول الطعام والشراب أو إذا كانت تعاني من الجفاف المستمر. كما يُنصح بالتوجه إلى الطبيب إذا كان القيء مستمراً لفترة طويلة أو إذا كانت هناك أعراض أخرى غير طبيعية، مثل الحمى أو ألم شديد.

الخاتمة

الوحم، على الرغم من كونه حالة طبيعية في معظم الأحيان، إلا أنه يمكن أن يكون مؤلماً ومرهقاً للكثير من النساء. ومع ذلك، فإن اتباع بعض النصائح والعلاجات الطبيعية والطبية يمكن أن يساهم في تخفيف الأعراض وتحسين جودة الحياة خلال هذه الفترة. من المهم أن تتذكر المرأة الحامل أن الوحم لا يستمر طويلاً، وأنه بمجرد انقضاء الأسابيع الأولى من الحمل، عادةً ما تبدأ الأعراض في التلاشي تدريجياً.