طرق انتقال مرض الجرب

كيف ينتقل الجرب؟

الجرب هو مرض جلدي معدٍ يتسبب في الحكة الشديدة والتهيّج، وينتج عن الإصابة بحشرة صغيرة تسمى “العث الجلدي” (Sarcoptes scabiei). يعد الجرب من الأمراض الجلدية الشائعة في مختلف أنحاء العالم، ويؤثر على الأفراد من جميع الفئات العمرية. يتميز هذا المرض بانتقاله السريع بين الأشخاص، ويمكن أن يحدث في بيئات مختلفة مثل المنازل، المدارس، والمجتمعات المكتظة. من خلال هذا المقال، سنتناول كيفية انتقال الجرب، بالإضافة إلى العوامل التي تسهم في انتشاره، وسبل الوقاية منه.

1. طرق انتقال الجرب المباشر

الطريقة الرئيسية لانتقال الجرب هي عن طريق الاتصال المباشر مع شخص مصاب. ينتقل العث الجلدي بشكل رئيسي من شخص إلى آخر من خلال الاتصال الجسدي المستمر والمباشر. هذا يشمل:

• التلامس الجسدي المستمر: مثل العناق، أو الجماع، أو أي شكل من أشكال الاتصال الجسدي المباشر مع شخص مصاب.

• التلامس الجسدي طويل الأمد: يمكن أن تنتقل الحشرة من شخص لآخر إذا كان هناك تلامس طويل الأمد مع شخص مصاب، مثل النوم في نفس السرير أو المشاركة في الأنشطة اليومية القريبة.

يُعتبر الاتصال الجسدي الوثيق أحد الأسباب الأكثر شيوعًا لانتقال الجرب، خاصة في الأسر أو البيئات التي تتطلب التفاعل الجسدي المستمر.

2. انتقال الجرب من خلال الأسطح الملوثة

على الرغم من أن العث الجلدي لا يعيش طويلاً خارج جسم الإنسان، إلا أنه يمكن أن ينتقل أحيانًا من خلال الأسطح الملوثة. هذا يشمل الأغراض التي يتم ملامستها من قبل شخص مصاب، مثل:

• الملابس والمفروشات: يمكن أن يظل العث حيًا على الملابس والمفروشات لفترة قصيرة (من يوم إلى يومين)، مما يعني أن استخدام هذه الأغراض من قبل شخص آخر يمكن أن يؤدي إلى انتقال المرض.

• الأغطية والمناشف: استخدام الأغطية أو المناشف الملوثة من شخص مصاب قد يساهم في انتقال العث إلى شخص آخر.

3. انتقال الجرب في أماكن التجمعات

الجرب يمكن أن ينتشر بسرعة في الأماكن التي يكون فيها الناس في تفاعل مستمر ومتبادل، مثل المدارس، السجون، مراكز الرعاية الصحية، والملاجئ. في هذه الأماكن:

• البيئات المكتظة: يعتبر الاتصال الجسدي غير المباشر في الأماكن العامة مثل المدارس والمرافق الصحية عاملاً مهمًا في تسهيل انتقال الجرب.

• البيئات الاجتماعية: في المجتمعات التي يعيش فيها الأفراد سويا في ظروف مكتظة، مثل في معسكرات اللاجئين أو الملاجئ، يزيد خطر انتقال الجرب بين الأشخاص بشكل ملحوظ.

4. الانتقال عبر الجماع والعلاقات الجنسية

الجرب يمكن أن ينتقل عن طريق الجماع إذا كان أحد الأطراف مصابًا بالعدوى. يعد الجرب من الأمراض التي يمكن أن تنتقل جنسيًا، ويُعتبر من بين الأسباب التي تؤدي إلى حدوث العدوى التناسلية الجلديّة. يمكن أن يبقى العث على الجلد لفترات طويلة بعد الاتصال الجنسي، مما يعزز من فرص انتقاله إلى الطرف الآخر.

5. انتقال الجرب بين الأطفال والرضع

يمثل الأطفال والرضع مجموعة معرضة بشكل خاص لانتقال الجرب. إذ قد ينتقل الجرب بين الأطفال الذين يتفاعلون بشكل متكرر مع بعضهم البعض في المدارس أو مراكز الرعاية النهارية. كما أن الأطفال قد يعانون من إصابات بالجرب في مناطق معينة من أجسادهم، مثل اليدين، الوجه، أو فروة الرأس، مما يزيد من فرصة انتقال العدوى بين الأطفال في بيئات مكتظة.

6. العوامل المؤثرة في انتقال الجرب

هناك عدة عوامل تؤثر في انتقال الجرب، وتشمل:

• مدة الاتصال الجسدي: كلما كانت مدة التلامس بين شخصين أطول، زادت فرصة انتقال الجرب.

• حجم الاتصال الجسدي: الاتصال الجسدي الكبير، مثل النوم في نفس السرير أو مشاركة الملابس أو المناشف، يزيد من احتمال نقل العدوى.

• الإصابة المتقدمة: إذا كانت الإصابة بالجرب شديدة أو طويلة الأمد، فإن الشخص المصاب قد يكون أكثر قدرة على نقل العدوى إلى الآخرين.

• الحالة الصحية العامة: الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، مثل مرضى السكري أو الذين يتناولون أدوية مثبطة للمناعة، قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالجرب.

7. كيفية الوقاية من انتقال الجرب

لحماية نفسك من الجرب، يجب اتباع بعض الاحتياطات الوقائية التي يمكن أن تساعد في تقليل فرص الإصابة وانتشار المرض:

• تجنب الاتصال الجسدي المباشر مع المصابين: من المهم تجنب أي شكل من أشكال التلامس الجسدي الطويل مع شخص يعاني من الجرب، مثل العناق أو الجماع.

• الحفاظ على النظافة الشخصية: يجب غسل الملابس والأغطية بانتظام، والتأكد من تعقيم الأدوات الشخصية مثل المناشف، والوسائد، وأغطية الأسرة.

• التأكد من معالجة المصابين: إذا تم اكتشاف حالة جرب في بيئة معينة (مثل المدرسة أو مكان العمل)، يجب أن يخضع الجميع للمتابعة الصحية المناسبة والعلاج.

• الاستشارة الطبية في حالة الشك: في حال كان لديك أي شك في الإصابة بالجرب، يجب استشارة الطبيب فورًا للحصول على العلاج المناسب.

8. علاج الجرب

الجرب هو مرض قابل للعلاج بشكل فعال. يعتمد العلاج على استخدام الأدوية الموضعية، مثل المراهم التي تحتوي على مبيدات حشرية للقضاء على العث. في بعض الحالات، قد يوصي الطبيب باستخدام أدوية فموية. تتطلب المعالجة أيضًا اتباع إرشادات معينة، مثل غسل الملابس والمفروشات بعناية بعد بدء العلاج.

9. الخلاصة

يعد الجرب من الأمراض المعدية التي تنتقل بشكل رئيسي عبر الاتصال الجسدي المباشر، ويمكن أن ينتقل أيضًا عبر الأسطح الملوثة والأماكن المزدحمة. من خلال اتباع تدابير الوقاية المناسبة، مثل تجنب الاتصال المباشر مع المصابين، والحفاظ على نظافة البيئة الشخصية، يمكن الحد من انتشار الجرب والحفاظ على الصحة العامة.