طرق إزالة الشامات من الوجه

إزالة الشامات من الوجه

تُعد الشامات من الظواهر الجلدية الشائعة التي تظهر على سطح الجلد لدى أغلب الأشخاص، وتتفاوت في أشكالها وألوانها وأحجامها، وقد تكون مسطحة أو بارزة، داكنة أو فاتحة. وتظهر غالباً نتيجة لتجمع الخلايا الصبغية في الجلد المعروفة باسم “الميلانوسيت”، وتكون في أغلب الحالات غير ضارة. لكن في بعض الأحيان، قد تشكل مصدر قلق جمالي، أو تشير إلى تغيرات جلدية مقلقة، مما يدفع البعض إلى التفكير في إزالتها، خاصة عندما تظهر في الوجه وتؤثر على المظهر العام والثقة بالنفس. في هذا المقال، سيتم تناول موضوع إزالة الشامات من الوجه بشكل شامل، من النواحي الطبية والتجميلية، مروراً بالطرق المتاحة، فوائدها ومخاطرها، ونصائح ما بعد الإزالة.

أولاً: ما هي الشامات؟

الشامات (Nevus أو Moles) هي بقع أو زوائد جلدية ملونة تظهر في أي مكان من الجسم، بما في ذلك الوجه. تحتوي الشامات على تركيز مرتفع من الخلايا الصبغية، وتتنوع في أحجامها وأشكالها، كما يمكن أن تكون منذ الولادة أو تظهر في مرحلة لاحقة من الحياة بسبب التغيرات الهرمونية أو التعرض للشمس.

من حيث التصنيف، تنقسم الشامات إلى نوعين رئيسيين:

• الشامات الخلقية: التي يولد بها الشخص، وتظهر غالباً خلال السنوات الأولى من العمر.

• الشامات المكتسبة: وهي التي تتكون بعد الولادة نتيجة لعوامل بيئية أو وراثية أو هرمونية.

وغالباً ما تكون الشامات حميدة وغير مؤذية، إلا أنه في بعض الحالات النادرة قد تتحول إلى أورام جلدية خبيثة مثل سرطان الجلد (الميلانوما).

ثانياً: دوافع إزالة الشامات من الوجه

تتنوع الأسباب التي تدفع الأشخاص إلى التفكير في إزالة الشامات، ومنها:

• الأسباب التجميلية: الشامة قد تظهر في أماكن بارزة على الوجه مثل الأنف أو الخدين أو الجبهة وتؤثر سلباً على المظهر الجمالي.

• الأسباب الطبية: في حال ظهرت تغيرات في لون الشامة، أو أصبحت تنمو بسرعة، أو تغير شكلها، أو بدأت بالنزف أو الحكة.

• الوقاية من التحول الخبيث: بعض الشامات قد تكون عرضة للتحول إلى أورام خبيثة، لذا يوصى بإزالتها بعد تشخيص طبي دقيق.

• الاحتكاك والتهيج: في حال كانت الشامة في موضع معرض للاحتكاك المستمر، قد تسبب إزعاجاً أو حتى التهابات.

ثالثاً: كيفية تشخيص الشامات قبل إزالتها

قبل الإقدام على إزالة أي شامة، يجب التأكد من طبيعتها الحميدة من خلال فحص سريري من قبل طبيب الجلدية. يتم الاعتماد على عدد من المعايير المعروفة باسم “ABCDE”، وهي:

في حال انطبقت واحدة أو أكثر من هذه المعايير، يتم أخذ عينة لفحصها مخبرياً (خزعة) لتحديد ما إذا كانت الشامة حميدة أو خبيثة.

رابعاً: طرق إزالة الشامات من الوجه

تتنوع الطرق الطبية والتجميلية لإزالة الشامات حسب حجمها، نوعها، وموقعها، وتتضمن الآتي:

1. الجراحة التقليدية (الاستئصال الجراحي)

تُعتبر من الطرق الدقيقة والفعالة، يتم فيها تخدير المنطقة موضعياً، ثم يقوم الطبيب بقطع الشامة باستخدام أدوات جراحية دقيقة، وغالباً ما تُخاط الجرح بغرز تجميلية.

المميزات:

• تتيح إزالة الشامة بالكامل.

• يُمكن إرسال الشامة للفحص المخبري.

العيوب:

• احتمالية ترك ندبة دائمة، خاصة إذا لم تجرِ العملية بشكل دقيق.

2. الكي الكهربائي (Electrosurgery)

يتم استخدام تيار كهربائي لحرق الشامة وتدمير الخلايا الصبغية. وهي طريقة فعالة للشامات الصغيرة أو المسطحة.

المميزات:

• سرعة الإجراء.

• لا تحتاج إلى خياطة.

العيوب:

• قد تسبب تغيرات لونية أو ندوب طفيفة.

3. الليزر (Laser Removal)

يُستخدم الليزر لتحليل الصبغة الموجودة في الشامة دون الحاجة إلى قطع الجلد.

المميزات:

• لا يسبب نزيفاً.

• دقيق ولا يترك غالباً ندبات واضحة.

• مناسب للمناطق الحساسة في الوجه.

العيوب:

• لا يُناسب الشامات العميقة أو الكبيرة.

• لا يمكن فحص الشامة بعد إزالتها.

4. التجميد (Cryotherapy)

يتم تجميد الشامة باستخدام النيتروجين السائل لتدمير الخلايا.

المميزات:

• لا يتطلب شقاً جراحياً.

• مناسب للشامات الصغيرة.

العيوب:

• قد يتطلب أكثر من جلسة.

• احتمالية حدوث تصبغات أو ندبات.

5. الحلاقة الجراحية (Shave Excision)

يتم فيها حلق الشامة من السطح دون إزالة الطبقات العميقة من الجلد، ويُستخدم هذا الأسلوب غالباً للشامات البارزة غير المشبوهة.

المميزات:

• سريعة وبدون خياطة.

• غالباً لا تترك ندبة.

العيوب:

• احتمال عودة الشامة إذا لم تُستأصل بالكامل.

خامساً: العناية بالبشرة بعد إزالة الشامة

بعد إجراء إزالة الشامة، يُعد الالتزام بإرشادات العناية ما بعد الجراحة أمراً حاسماً لتفادي الالتهابات وتجنب الندوب. تشمل الإرشادات ما يلي:

• الحفاظ على نظافة المنطقة وتطهيرها يومياً بمحلول مطهر.

• تغطية الجرح بضمادة معقمة وتغييرها بانتظام.

• تجنب تعريض المنطقة لأشعة الشمس المباشرة حتى تمام الشفاء.

• عدم حك أو لمس مكان الشامة حتى لا يتعرض الجلد للعدوى أو يترك أثرًا.

• استخدام كريمات التئام الجروح أو السيليكون لعلاج الندوب.

سادساً: الفرق بين الشامة الحميدة والخبيثة

من الضروري التمييز بين الشامات الحميدة، التي تكون غالباً منتظمة الشكل ولونها ثابت، وبين الشامات التي يُحتمل أن تكون خبيثة. وفيما يلي جدول يلخص الفرق بين النوعين:

سابعاً: مخاطر إزالة الشامات

على الرغم من أن إزالة الشامات تعتبر إجراءً بسيطاً نسبياً، إلا أنها قد تحمل بعض المخاطر، منها:

• العدوى الجلدية: في حال لم يتم التعقيم الجيد.

• النزيف أو الالتهاب: خاصة بعد الطرق الجراحية.

• الندوب: وهي من أبرز الآثار الجانبية، خاصة إذا لم يتم الاعتناء بالجرح جيداً.

• عودة الشامة: في حال عدم إزالة الخلايا الصبغية بالكامل.

• عدم تشخيص التحول السرطاني: عند استخدام الليزر أو الكي دون إرسال الشامة للفحص النسيجي.

ثامناً: الأساليب الطبيعية ومدى فعاليتها

تنتشر على الإنترنت وصفات منزلية تدعي قدرتها على إزالة الشامات مثل استخدام الثوم أو خل التفاح أو زيت الخروع، لكن يجب التحذير من استخدامها، إذ:

• قد تسبب حروقاً جلدية أو التهابات.

• لا يمكن التأكد من إزالة الشامة من جذورها.

• لا توفر أي فحص طبي يضمن خلو الشامة من التحول السرطاني.

ولذلك لا يُنصح باستخدام هذه الطرق دون استشارة طبية، خاصة عند التعامل مع شامات الوجه التي تتطلب عناية دقيقة.

تاسعاً: تكلفة إزالة الشامات في العيادات

تختلف التكلفة حسب الدولة والطريقة المستخدمة وحجم الشامة، ويتراوح متوسط التكلفة ما بين:

وقد تختلف الأسعار حسب ما إذا كانت العيادة تجميلية أو طبية، وإذا ما كان هناك تغطية تأمينية في حال وجود دواعي طبية.

عاشراً: متى يجب مراجعة الطبيب فوراً؟

من الضروري مراجعة طبيب الجلدية فوراً في الحالات التالية:

• تغير سريع في حجم أو شكل أو لون الشامة.

• نزف أو خروج سوائل من الشامة.

• ظهور ألم أو حكة أو تقرح.

• ظهور شامة جديدة بعد سن الثلاثين بشكل غير مألوف.

المصادر:

• American Academy of Dermatology (www.aad.org)

• Mayo Clinic (www.mayoclinic.org)