“طبيعة الماء والهواء: رواية” هو عمل أدبي استثنائي يحمل بين طياته أعماقاً شديدة الحساسية، يأخذنا إلى عالم من المشاعر المتصارعة والحقائق الخفية التي تلتف حول حياة “أغاثا شيهي”، التي كانت دائماً تتأرجح بين عالم البيوت وعالم الرحلات. فهي امرأة متجولة، فتاة تمتلك حريّة الروح ولكنها تزوجت رجلاً ثرياً، وتركت خلفها ابنتها “كلوداه” لتحمل وحدها وطأة هذا العالم المليء بالأسرار والصمت.
تبدأ الرواية بهذه الجملة البارزة التي تقول: “أمي لم تكن يوماً تعيش براحة في عالم البيوت. كانت تصلح الأشياء، فتاة مسافرة تزوجت رجلاً ثرياً. اسمها أغاثا شيهي… هناك صمت يلف قصة أمي”.
تنتقل القصة بنا إلى ساحل إيرلندا الذي يختزن العديد من الأسرار، حيث نلتقي بابنة “أغاثا” الوحيدة التي نجت، “كلوداه”. تتعهد كلوداه بأن تحقق حب أمها الغامض وتكشف الحقيقة عنها، وتجد نفسها متورطة في علاقة مع رجل وسيم ومنعزل. يقودها هذا الرجل إلى قلب قصة والدتها، حيث تضطر إلى مواجهة الأسئلة الصعبة “هل تغير الحقيقة الحب؟” و”ما هو الجنون الذي سيأتي من مطاردة سر؟”.
هذه الرواية الباهرة التي تعتبر أول أعمال “ريجينا ماكبرايد” تأخذنا في رحلة مثيرة من الحب المحرم، حيث تجمع بين الماضي والحاضر في سرد حساس وممتع. فهي تضعنا أمام التساؤلات العميقة حول الحب، الحقيقة، والجنون الذي يمكن أن ينبعث من مطاردة سرّ مدفون بين طيات الزمن.
تم إصدار الرواية من قبل دار النشر “آتريا” في شهر مايو عام 2001، ومنذ ذلك الحين لقيت استحساناً واسعاً لدى القراء والنقاد على حد سواء. وبهذا الإنجاز الباهر، تضع “ريجينا ماكبرايد” نفسها بين الروائيين المحترفين والمحتفى بهم في عالم الأدب.