ضغط الدم الانقباضي والانبساطي

ضغط الدم الانقباضي والانبساطي: مفاهيم وأهمية صحية

يعتبر ضغط الدم من المؤشرات الحيوية الهامة التي يعكس حالتها الصحية العامة لجسم الإنسان. ويتألف ضغط الدم من مكونين أساسيين هما “الضغط الانقباضي” و”الضغط الانبساطي”، اللذان يشيران إلى حالتين مختلفتين خلال الدورة الدموية. يعتبر فهم الفرق بين هذين النوعين من الضغط أمرًا بالغ الأهمية للكشف عن المشاكل الصحية المحتملة واتخاذ الإجراءات المناسبة للحفاظ على صحة القلب والشرايين. في هذا المقال، سنقوم بشرح هذين المصطلحين بشكل مفصل، بالإضافة إلى فهم أهمية كل منهما في إطار الصحة العامة.

1. تعريف ضغط الدم بشكل عام

يشير مصطلح “ضغط الدم” إلى القوة التي يبذلها الدم على جدران الأوعية الدموية أثناء مروره فيها. يتغير ضغط الدم بشكل دوري استجابة لحركة الدم خلال الدورة الدموية. يتأثر هذا الضغط بعدد من العوامل مثل قوة ضخ القلب، مرونة الأوعية الدموية، والحالة العامة لصحة الأوعية والشرايين.

يتم قياس ضغط الدم باستخدام جهاز قياس ضغط الدم الذي يشتمل على رقمين:

• الرقم الأول (الضغط الانقباضي): ويشير إلى الضغط الذي يحدث أثناء انقباض عضلة القلب.

• الرقم الثاني (الضغط الانبساطي): ويشير إلى الضغط الذي يحدث عندما تكون عضلة القلب في حالة استرخاء بين الضربات.

2. ضغط الدم الانقباضي:

الضغط الانقباضي هو القيمة العليا في قراءة ضغط الدم، ويحدث عندما ينقبض القلب ويدفع الدم إلى الشرايين. في هذه المرحلة، يكون ضغط الدم في أعلى مستوياته لأن القلب يبذل أقصى قوة لدفع الدم إلى الأوعية الدموية. يُعتبر هذا الرقم مقياسًا لحجم القوة التي يتم بها دفع الدم إلى مختلف أجزاء الجسم عبر الشرايين.

الضغط الانقباضي يعتمد بشكل رئيسي على:

• قوة ضربات القلب: فكلما كانت ضربات القلب أقوى، زاد الضغط الانقباضي.

• مرونة الأوعية الدموية: عندما تكون الأوعية الدموية ضيقة أو متصلبة، يزيد الضغط الانقباضي.

• حجم الدم المتدفق: أي كمية الدم التي يضخها القلب إلى الأوعية، وكلما زادت، زاد الضغط الانقباضي.

عندما يكون الضغط الانقباضي مرتفعًا بشكل مزمن، قد يُشير ذلك إلى الإصابة بما يُعرف بارتفاع ضغط الدم الانقباضي، وهو من عوامل الخطر التي قد تؤدي إلى مشاكل صحية مثل السكتات الدماغية أو أمراض القلب.

3. ضغط الدم الانبساطي:

الضغط الانبساطي هو القيمة السفلى في قراءة ضغط الدم، ويحدث عندما يكون القلب في حالة استرخاء بين الضربات. في هذه المرحلة، يكون الضغط في الأوعية الدموية هو الأقل، حيث لا يتم دفع الدم بشكل قوي كما في حالة الانقباض. لكن رغم أنه يعتبر أقل في القيمة، إلا أن الضغط الانبساطي يظل مقياسًا حيويًا مهمًا لصحة الأوعية الدموية.

الضغط الانبساطي يعتمد على:

• مرونة الأوعية الدموية: الأوعية الصحية التي تتمتع بمرونة عالية تسمح بتقليل الضغط الانبساطي.

• مقاومة الأوعية: إذا كانت الأوعية متصلبة أو ضيقة، يزداد الضغط الانبساطي.

ارتفاع الضغط الانبساطي بشكل مستمر يُعد مؤشرًا على وجود مقاومة في الأوعية الدموية أو نقص في مرونتها، وهو ما يُمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية، بما في ذلك أمراض القلب.

4. الفرق بين الضغط الانقباضي والانبساطي

يشير الفرق بين الضغط الانقباضي والانبساطي إلى الاختلاف بين أقصى وأدنى مستوى للضغط في الأوعية الدموية أثناء الدورة القلبية. الفهم الدقيق لهذا الاختلاف يساعد في تقييم حالة القلب والأوعية بشكل شامل. عادة ما يتم قياس ضغط الدم بشكل منتظم للتأكد من أن القيم تقع ضمن الحدود الطبيعية.

الضغط الانقباضي هو الأقوى ويحدث عندما يضخ القلب الدم، بينما الضغط الانبساطي هو الأضعف ويحدث عندما يرتاح القلب بين الضربات. قد تظهر حالات صحية عندما يكون أحد القيم مرتفعًا أو منخفضًا بشكل غير طبيعي، وهو ما يستدعي تدخلًا طبيًا.

5. قياس ضغط الدم:

يتم قياس ضغط الدم باستخدام جهاز مخصص يتألف من:

• شريط مانع (الكفة): يتم لفه حول الذراع لمنع تدفق الدم لفترة قصيرة.

• مقياس الضغط (المانومتر): يقيس الضغط في الشرايين.

يُقرأ الضغط على شكل رقمين: الرقم الأول يُمثل الضغط الانقباضي، بينما الرقم الثاني يمثل الضغط الانبساطي. على سبيل المثال، إذا كانت القراءة هي 120/80 ملم زئبق، فإن الرقم 120 يُمثل الضغط الانقباضي (أثناء انقباض القلب)، بينما الرقم 80 يُمثل الضغط الانبساطي (أثناء استرخاء القلب).

6. أهمية قياس الضغط:

يعد قياس ضغط الدم بشكل منتظم أمرًا أساسيًا للحفاظ على الصحة العامة. يشير ضغط الدم المرتفع بشكل مستمر إلى وجود زيادة في القوة التي يبذلها القلب في ضخ الدم، مما قد يؤدي إلى تلف الأوعية الدموية وزيادة خطر الإصابة بعدد من الأمراض المزمنة مثل:

• أمراض القلب: مثل قصور القلب وأمراض الشرايين التاجية.

• السكتة الدماغية: نتيجة نقص تدفق الدم إلى الدماغ.

• مشاكل الكلى: بسبب تلف الأوعية الدموية في الكلى.

في المقابل، إذا كان الضغط منخفضًا للغاية، قد يؤدي ذلك إلى نقص تدفق الدم إلى الأنسجة الحيوية والأعضاء، مما يسبب أعراضًا مثل الدوخة، الإغماء، والضعف العام.

7. مؤشرات قياس ضغط الدم:

ضغط الدم الطبيعي:

• الضغط الانقباضي: 90-120 ملم زئبق.

• الضغط الانبساطي: 60-80 ملم زئبق.

ارتفاع ضغط الدم (المرحلة الأولى):

• الضغط الانقباضي: 130-139 ملم زئبق.

• الضغط الانبساطي: 80-89 ملم زئبق.

ارتفاع ضغط الدم (المرحلة الثانية):

• الضغط الانقباضي: 140 ملم زئبق أو أكثر.

• الضغط الانبساطي: 90 ملم زئبق أو أكثر.

ضغط الدم المنخفض:

• الضغط الانقباضي: أقل من 90 ملم زئبق.

• الضغط الانبساطي: أقل من 60 ملم زئبق.

8. أسباب ارتفاع أو انخفاض الضغط:

• أسباب ارتفاع الضغط الانقباضي:

  • السمنة.

  • نمط الحياة الخامل (قلة النشاط البدني).

  • تناول كميات كبيرة من الملح.

  • التدخين.

  • التوتر والقلق.

  • ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم.

• أسباب ارتفاع الضغط الانبساطي:

  • تصلب الشرايين.

  • وجود أمراض مزمنة مثل السكري.

  • تقدم العمر.

  • اضطرابات هرمونية.

• أسباب انخفاض الضغط:

  • الجفاف.

  • نقص التغذية.

  • الإصابة ببعض الأمراض مثل أمراض القلب أو الغدة الدرقية.

  • فقدان الدم.

9. طرق الوقاية والعلاج:

لتقليل خطر الإصابة بارتفاع أو انخفاض ضغط الدم، يُنصح باتباع بعض الممارسات الصحية مثل:

• ممارسة الرياضة بانتظام.

• تناول نظام غذائي صحي يحتوي على كميات مناسبة من الفواكه والخضروات.

• تقليل تناول الملح والكافيين.

• الإقلاع عن التدخين.

• الحفاظ على وزن صحي.

• تجنب التوتر النفسي.

10. خاتمة:

يُعد ضغط الدم الانقباضي والانبساطي عنصرين أساسيين في مراقبة الصحة العامة، حيث يوفران مؤشرًا حيويًا لحالة الأوعية الدموية والقلب. يعتبر الحفاظ على ضغط الدم ضمن المستويات الطبيعية أمرًا ضروريًا للوقاية من العديد من الأمراض المزمنة التي قد تؤثر على صحة الإنسان بشكل عام.