في عام 2002، أصدرت دار نشر بوكيت كتابًا مثيرًا بعنوان “صورة (ملاك)” من تأليف ميل أودوم. يجمع هذا الكتاب بين عناصر الخيال والشباب والمغامرة، ليأخذ القراء في رحلة مليئة بالإثارة والتشويق.
تدور أحداث القصة حول رؤية مقلقة تتعرض لها كوردليا، إحدى الشخصيات الرئيسية، لطفل صغير يتعرض لهجوم من وحش يشبه الحبار. في نفس الوقت، يقوم غن بإنقاذ فنان شاب من هجوم مجموعة من مصاصي الدماء. تقود هذه الأحداث المتشابكة كوردليا إلى قصر غامض حيث تجد نفسها محاطة بمنتجات للأطفال ولوحات فنية، وفي مواجهة وحش متعدد المجسات.
عندما يصل أنجل إلى مكان الحادث، يشعر بالدهشة لأنه يتعرف على بعض الأشخاص الموجودين في اللوحات. تعود به الذاكرة إلى ليلة قضاها مع رواة القصص ماري وپيرسي شيلي، حيث كانت هناك فنانة تفضلها دارلا، شريكته القديمة في الجرائم. يتساءل أنجل إذا كان من الممكن أن تكون تلك الفنانة لا تزال على قيد الحياة حتى اليوم.
يكشف القصة عن شر قديم يستخدم لوحة فنية للحفاظ على جسده حياً وسليمًا، وفي نفس الوقت يفترس طفلاً بريئًا. من خلال محاولة إنقاذ الطفل، تتعلم كوردليا، وأنجل، وغن، وويزلي بالطريقة الصعبة أن المظاهر قد تكون خادعة.
الكتاب يستعرض موضوعات متعددة بدءاً من الكفاح بين الخير والشر، مروراً بالتضحية والمغفرة، وصولاً إلى قوة الصداقة والعمل الجماعي. يأخذنا أودوم في رحلة عبر الزمن والمكان، مقدماً لنا شخصيات معقدة تتصارع مع ماضيها وتبحث عن الخلاص.
كوردليا، التي تبدأ القصة برؤية مؤلمة، تجد نفسها مضطرة لمواجهة مخاوفها والعمل بجد لإنقاذ الطفل من براثن الشر. تعتمد على شجاعتها وذكائها، وتعتمد على أصدقائها لمساعدتها في هذه المهمة الخطيرة. من جهة أخرى، غن يظهر كشخصية قوية ومتفانية، يسعى دائمًا لحماية الأبرياء ومواجهة الأخطار بشجاعة.
أما أنجل، بطل القصة المظلم والمعذب، يجد نفسه مضطرًا لمواجهة ماضيه والتصالح مع ذكرياته المؤلمة. تتجلى في شخصيته تعقيدات الروح البشرية والصراع بين الخير والشر. يجد في النهاية القوة للتغلب على الشر وإنقاذ الطفل، مما يعكس موضوع الفداء والغفران.
يتميز الكتاب بأسلوب سردي سلس ومشوق، حيث يتقن أودوم بناء الأحداث وتصوير المشاهد بشكل يجعل القارئ يعيش التجربة وكأنه جزء من القصة. تتداخل الأحداث بشكل متقن، مما يحافظ على توتر وتشويق القارئ من البداية حتى النهاية.
كما أن العناصر الخيالية المستخدمة في القصة، مثل الوحش متعدد المجسات واللوحة التي تحافظ على الحياة، تضيف بعدًا من الغموض والسحر إلى الرواية. تنجح هذه العناصر في جذب القراء وإبقائهم متلهفين لمعرفة ما سيحدث بعد ذلك.
إن “صورة (ملاك)” ليس مجرد قصة خيالية، بل هو أيضًا استكشاف عميق لمشاعر الإنسان وصراعاته. يعرض لنا أودوم من خلال شخصياته كيف يمكن للماضي أن يؤثر على الحاضر، وكيف يمكن للأمل والإرادة القوية أن تقهر أي شر.
في النهاية، يمكن القول إن “صورة (ملاك)” هو كتاب يستحق القراءة، حيث يقدم مزيجًا مثيرًا من الخيال والمغامرة والصراع الداخلي. يمثل هذا الكتاب إضافة قيمة لأدب الشباب والخيال، وسيظل في ذاكرة القراء لفترة طويلة بعد الانتهاء من قراءته.