في عام 1929، انطلق العالم في رحلة صعود عجيبة نحو حافة الهاوية الاقتصادية، حيث تسببت أزمة الكساد في تعريض الشعوب للآلام الاقتصادية والاجتماعية. تأثيرات هذه الفاجعة ألقت بظلالها الطويلة على مختلف بقاع الأرض، ولكن الشعب الأمريكي وجد نفسه محطَّ اهتمام خاص، حيث اجتاحته موجة الكآبة والفقر بشكل مدهش.
“حرية من الخوف: الشعب الأمريكي في الكساد والحرب، 1929-1945″، للمؤلف ديفيد كينيدي، يُعد سجلاً حياً للفترة الزمنية الحرجة التي عاشها الشعب الأمريكي خلال العقدين المظلمين بين الكساد ونهاية الحرب العالمية الثانية. الاستعراض الذي أُجري من قِبَلِ المراجع سي. بيتر تشين يقدم للقارئ نافذة عميقة إلى هذا الفصل الدامي من تاريخ الإنسانية.
من خلال أسلوبه السلس والمفصل، ينقل كينيدي قصة الشعب الأمريكي بشكل مشوق، مستعرضًا تداولات الحياة اليومية للناس خلال الفترة المظلمة. يتتبع المؤلف الأحداث الكبرى والصغيرة بذكاء، متنقلاً بين قاعات القرار السياسي وشوارع الضاحية الفقيرة، ليبرز بذلك تأثير الأحداث الكبرى على حياة الأفراد العاديين.
في إلقاء نظرة على هذا الكتاب، يبرز تقييم المراجع تشين أهمية العمل في فهم التحولات الجذرية التي شهدها المجتمع الأمريكي خلال هذه الفترة الصعبة. كما يُظهِر الاستعراض الذي أُجري في عام 2014 أن الكتاب يقدم تحليلاً مستنيرًا للسياق التاريخي والأحداث الرئيسية التي شكلت العالم في تلك الفترة.
بالإضافة إلى ذلك، يلقي تشين الضوء على الأسلوب السردي لكينيدي، مُشيدًا بالطريقة التي استخدم فيها لجعل القراء يشعرون بروح العصر وتوتر الأحداث. يتنقل الكاتب بمهارة بين الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، مما يُضفي على الكتاب عمقًا وتعقيدًا يثري تفاصيل التاريخ.
في ختام الأمر، يمكن القول إن “حرية من الخوف” لديفيد كينيدي يشكل مصدرًا قيمًا لفهم الفترة المضطربة بين الكساد ونهاية الحرب العالمية الثانية. يتيح للقارئ الوصول إلى عقلية الشعب الأمريكي خلال هذه الفترة المأساوية، مما يجعله عملاً لا غنى عنه في مكتبة كل باحث في تاريخ الحرب العالمية الثانية وتأثيراتها.