تتناول كتاب “القرن الثالث: صعود أمريكا في عصر آسيا” للمؤلفين جويل كوتكين ويوريكو كيشيموتو، الذي نُشر عام 1988 من قِبل دار النشر Crown، قضية حيوية تتعلق بمستقبل الأعمال الأمريكية في منطقة الشرق الأقصى. يبرز الكتاب أن التحولات الجيوسياسية والاقتصادية في العالم تشير إلى أن القرن الحادي والعشرون سيكون عصرًا مهيمنًا للقارة الآسيوية، وعليه فإن مستقبل الولايات المتحدة الأمريكية في تلك المنطقة يتوقف على قدرتها على بناء شراكات قوية مع الاقتصادات الآسيوية المتنامية.
تعتمد فكرة الكتاب على الرؤية الاستراتيجية لتعزيز العلاقات والتعاون الاقتصادي بين الشركات الأمريكية والشركات الآسيوية في مجالات متعددة، بما في ذلك التجارة، والاستثمار، والتكنولوجيا، والابتكار. يستند الكتاب إلى تحليلات عميقة للتغيرات الهيكلية والديناميات الاقتصادية في المنطقة، مما يوفر رؤية شاملة للتحديات والفرص التي تنتظر الشركات الأمريكية في عصر الصعود الآسيوي.
يتجلى جوهر الكتاب في رؤية إيجابية للمستقبل، حيث يشير إلى إمكانية تحول التحديات إلى فرص استثمارية وتعاون مثمر بين القطاعين الأمريكي والآسيوي. ومن خلال استعراض النقاط الرئيسية والدراسات الحالية، يقدم الكتاب نقاطًا مقنعة تشير إلى أن التفاعل الاقتصادي بين الولايات المتحدة والقارة الآسيوية لا يُعتبر تهديدًا للأولى، بل يمكن أن يكون محركًا للابتكار والازدهار المشترك.
باختصار، يُعد كتاب “القرن الثالث: صعود أمريكا في عصر آسيا” مرجعًا أساسيًا لفهم تحولات القوى الاقتصادية العالمية ودور الولايات المتحدة في هذا السياق، مما يجعله قراءة ضرورية للمهتمين بالشؤون الدولية والاقتصادية، وخاصة في سياق العولمة وتكامل الأسواق العالمية.