في عام 1938، في فترة الكساد الاقتصادي، تخرج فتى من غيتو بوسطن اليهودي بتقدير عالٍ جداً من جامعة هارفارد، ومع حماسه لاستكشاف الصين حصل على منحة دراسية تجول تُمكِّنه من تحقيق هذا الحلم. في الصين، تم توظيف تيدي وايت من قبل الشاب جون هيرسي للعمل في مجلة تايم، حيث أثبت نفسه بسرعة كمراسل مبدع. هيرسي كان “ميشكيد” – طفل وُلِد من مبشِّرين في الصين – وكان رئيسه، هنري لوس، سيد الصحافة الذي يدير مجلتي تايم ولايف، أيضاً “ميشكيد”. كان لوس، الذي كان دائمًا حذرًا من الصداقات، مفتونًا بوايت عند لقائهما. جمعتهم حب الصين وإعجابهم بحاكمها تشيانغ كاي-شيك في صداقة هائلة امتدت لعقود.
ومع ذلك، انقطعت هذه العلاقة بسرعة عندما انقلب تيدي ضد تشيانغ كاي-شيك، بعدما اكتشف وأفصح عن حقيقة مأساوية حول مجاعة في شمال الصين لم يكن أحد، بما في ذلك تشيانغ نفسه، يعترف بها. قريبًا، لم يتم نشر تقارير تيدي في تايم. تم حظرها من قبل ويتاكر تشامبرز، الذي أصبح محررًا أجنبيًا للمجلة وكان من آراءه الجريئة الاعتدالية المفترضة المفضلة الجديدة للوس. ولم يمر وقت طويل حتى فقد كل من تيدي وهيرسي – الحميدين للوس – وظائفهما. كما انعكست الفوضى في مجلات لوس على التفرقات والمواجهات التي هزت الولايات المتحدة في الأربعينيات حول الشيوعية ومكارثي ومصير آسيا.
لجأ وايت إلى المنفى في أوروبا خلال سنوات مكارثي. عند عودته إلى الولايات المتحدة، بدأ مهنة جديدة باقتباس كتبه “صنع الرئيس”، سلسلة فازت بجائزة بوليتزر وثورت في تغطية الحملات الرئاسية. وعادت صداقته مع لوس، التي ثبتت أقوى من الخلافات الأيديولوجية السابقة.
“هاري وتيدي” هو قصة الداخلية لإمبراطورية نشر المجلات الأكثر نجاحاً في أمريكا والشخصيات الجدلية والملونة التي خلقتها. بالإضافة إلى وايت ولوس، تظهر القصة مجموعة من الشخصيات التي تشمل ليس فقط ويتاكر تشامبرز بل أيضا جو ستيلويل، تشو إن-لاي، تي. إس. ماثيوز، وويليام إف. باكلي، جونيور.