“صاحب الظل الطويل”، للكاتبة جين ويبستر، تظهر كمثال بارز على الأعمال الأدبية التي تتناول قصص الأيتام وتجعلهم بطولة حقيقية، حيث يظهر الشخص الصغير في هذه الرواية وكأنه بطل يخوض معارك الحياة بشجاعة وقوة. وفي ظل عدم وجود منظومة اجتماعية تدعمه وتحميه، يظهر البطل وكأنه يواجه التحديات بصدر مكشوف، مما يمنح القصة جاذبية استثنائية.
يأخذنا هذا العمل الأدبي في رحلة إلى عالم الطفولة، حيث يتذكر القارئ الشخصيات الأخرى الشهيرة مثل هايدي وأنّي، طرزان، سارة أو سالي، أوليفر تويست، وتوم سوير، وحتى هاري بوتر. هؤلاء الأبطال يعلموننا كيف نحب الحياة ونندمج في العالم بأسلوب مميز وفريد، وتجسد جودي آبوت هذا الفلسفة بشكل ملموس.
صدرت الرواية في عام 1912، ومنذ ذلك الحين أصبحت مصدر إلهام للقراء والكتّاب والفنانين. تم تحويلها إلى عروض مسرحية وموسيقية، وأيضًا إلى أفلام ومسلسلات، بما في ذلك إصدارات كرتونية. تتناول القصة مغامرة جودي آبوت، التي خرجت من الميتم بعد أن قرر أحد الأوصياء تحمل مسؤولية تعليمها، استنادًا إلى موهبتها الاستثنائية في الكتابة والكتابة الريفية بشكل خاص، وتأكيدها على اختيار السعادة كخيار في الحياة، وليس كحق منحها منذ الولادة.
تتكامل الرواية بطريقة رائعة مع دار الرافدين للطباعة والنشر والتوزيع التي نشرتها في عام 2019، والتي أضافت لها لمسة من الفخامة من خلال الغلاف الورقي الجذاب. يصل عدد صفحات هذا العمل الأدبي الرائع إلى 233 صفحة، مما يمنح القارئ تجربة طويلة ومثيرة.
في الختام، يظهر “صاحب الظل الطويل” ككتاب يحمل في طياته العديد من القيم والعبر، ويستحق التأمل والاستمتاع به كعمل أدبي ذو قيمة تاريخية وثقافية.