في قلب هذا العمل الأدبي الرائع بعنوان “ذكريات سجين عائد من جحيم صدام”، يأخذنا الكاتب عبد الأمير السبتي في رحلة مؤثرة وصادقة إلى أعماق الجحيم الذي عاشه كسجين خلال فترة حكم نظام صدام حسين في العراق. يتحدث الكتاب بصدق مدهش وشفافية مذهلة عن تجاربه الصعبة والظروف القاسية التي واجهها خلال فترة اعتقاله.
إن الشهادة التي يقدمها السبتي في هذا العمل ليست مجرد سرد للأحداث، بل هي شهادة حية، تمتلك الأدلة وتقدمها على حقيقتها دون مبالغة أو إضافات. يتناول الكتاب بعمق نظام صدام حسين، الذي أساء لتاريخ العراق العريق وشعبه، وكيف كانت تلك الفترة فترة مظلمة على العديد من الأصعدة.
في غضون ذلك، يرسم السبتي صورة حية للعراق، الذي عاش على امتداد تاريخ أعرق قطر عربي، وكيف تجاوزت أساءة نظام صدام حدود الإنسانية. يستعرض الكتاب الأحداث بأسلوب سلس ولغة أدبية جميلة، مما يجعل القارئ يعيش تجربة السجين ويشعر بالألم والأمل في آن واحد.
تتألق الصفحات الـ313 من هذا الكتاب بأسلوب رائع، وتتيح للقارئ فهم عمق التأثير النفسي والجسدي للفترة التي قضاها السبتي في السجون الصدامية. تأتي هذه الشهادة كتحفة أدبية توثق للتاريخ وتسلط الضوء على قسوة الأنظمة الاستبدادية.
صدر هذا الكتاب في عام 2003 عن دار المنهل اللبناني للطباعة والنشر في لبنان، وقد زُين بغلاف ورقي يعكس جوهر القصة ويجذب الانتباه. يندرج هذا العمل تحت فئة الأدب والخيال، بتحديد في فرع السير والذكريات، ويعتبر إسهاماً قيماً وفريداً في توثيق الصفحات المظلمة من تاريخ العراق.