في أغسطس من عام 2003، أصدرت دار “ريجنري للنشر” كتابًا مثيرًا للجدل بعنوان “شتم واغنية: كيف يقوم النخب من هوليوود، والسياسة، والأمم المتحدة بتقويض أمريكا”، للكاتبة والناشطة الإذاعية لورا إنغراهام. يُعَدُّ هذا الكتاب أحد أبرز الأعمال التي تناولت التوترات السياسية والاجتماعية في الولايات المتحدة، وقدم رؤية نقدية حادة لعدد من المؤسسات والنخب التي تُعتبرها إنغراهام مسؤولة عن الأزمات التي تواجهها البلاد.
تبدأ إنغراهام في هذا الكتاب بتحليل مستفيض للكيفية التي يؤثر بها النخب في هوليوود والإعلام والسياسة على القيم والمبادئ الأمريكية. تركز إنغراهام على ما تراه تأثيرًا سلبيًا لهذه النخب في صناعة القرارات السياسية والتأثير على الرأي العام، مدعية أن هذه النخب تعمل على تقويض أسس الديمقراطية الأمريكية وتهديد هوية البلاد.
تشير إنغراهام إلى أن العديد من الشخصيات البارزة في هوليوود ومؤسسات الإعلام يستخدمون منصاتهم لترويج أفكار سياسية وثقافية قد تكون بعيدة عن القيم التي يعتبرها العديد من الأمريكيين أساسية. تتناول أيضًا كيفية تأثير هذه الشخصيات على السياسة الأمريكية من خلال تأثيرها على الانتخابات والتوجهات السياسية، مؤكدة أن هناك تضاربًا بين مصالح هذه النخب والمصالح الوطنية الحقيقية.
علاوة على ذلك، تركز إنغراهام على دور الأمم المتحدة في هذه العملية، حيث تتهم المنظمة الدولية بدعم السياسات التي تتعارض مع مصالح الولايات المتحدة، وتسعى لتطبيق أجندات قد تؤدي إلى تقويض السيادة الأمريكية. تعبر إنغراهام عن قلقها من أن هذه التدخلات الدولية قد تعزز من تأثير القوى الخارجية على السياسات الداخلية لأمريكا، مما يهدد الاستقلالية والسيادة الوطنية.
الكتاب لا يقتصر على تقديم انتقادات فقط، بل يقدم أيضًا رؤى ومقترحات للتعامل مع هذه القضايا، مشيرًا إلى ضرورة تعزيز القيم التقليدية والحفاظ على الهوية الوطنية. تدعو إنغراهام إلى إعادة تقييم دور النخب والمؤسسات في تشكيل السياسات والرأي العام، وضرورة أخذ دور المواطنين العاديين في أيديهم لحماية المبادئ الأمريكية من التأثيرات السلبية التي قد تطرأ.
من خلال لغة حادة ونقدية، تستهدف إنغراهام في هذا العمل جذب الانتباه إلى ما تعتبره التهديدات التي تواجه الولايات المتحدة من الداخل والخارج. وتهدف إلى إثارة النقاش حول كيفية مواجهة هذه التهديدات وحماية القيم التي تعتقد أنها تشكل جوهر المجتمع الأمريكي.
باختصار، “شتم واغنية” هو عمل يعبر عن وجهة نظر قوية وملتزمة بموقف سياسي محدد، يقدم تحليلًا نقديًا للنفوذ الذي يمارسه النخب في هوليوود والإعلام والسياسة على المجتمع الأمريكي. يعكس الكتاب الجدل الدائر حول تأثير النخب على السياسة والثقافة، ويسعى إلى تحفيز التفكير والنقاش حول كيفية مواجهة التحديات التي تواجهها الأمة.