“الطبيب العربي علي بن رضوان”، للمؤلف سلمان قطاية، يعتبر هذا الكتاب لوحة فنية تاريخية تستحق الاهتمام والتقدير، فهو يسلط الضوء على حياة وإنجازات الطبيب العربي المبدع علي بن رضوان، الذي عاش في فترة مهمة من تاريخ الطب والعلوم في العالم الإسلامي، من أواخر القرن العاشر إلى منتصف القرن الحادي عشر.
يبدأ الكتاب بتقديم للخلفية الاجتماعية لعلي بن رضوان، حيث يوضح كيف كانت ظروف عائلته، والتحديات التي واجهها في بداية حياته، فكان والده فراناً لا يملك سوى القليل، ومع ذلك، استطاع بن رضوان أن يتحدى الظروف الصعبة ويبدأ رحلته نحو العلم والتعلم منذ سن مبكرة، حيث بدأ في طلب العلم وتحصيله في السادسة من عمره.
من ثم، يروي الكتاب رحلة بن رضوان في القاهرة، حيث أجهد نفسه في طلب العلم واستزاد منه، وقام بتطوير مهاراته الطبية حتى أصبح من بين أشهر الأطباء في المنطقة، وانتشر صيته بفضل مهارته وأخلاقه الطيبة.
ومن الملفت للانتباه أنه تم استدعاء بن رضوان من قبل الخليفة الفاطمي وتعيينه رئيسًا لأطباء مصر، وهو ما يبرز الاحترام والتقدير الذي كان يحظى به في ذلك الزمان.
بالإضافة إلى سرد حياة بن رضوان، يقدم الكتاب نظرة شاملة عن الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية في العصر الذي عاش فيه، مما يساعد في فهم السياق التاريخي والثقافي الذي تأثرت فيه حياته وأعماله.
ومن خلال ذلك، يعتبر الكتاب مصدرًا قيمًا للمهتمين بالتاريخ العربي والإسلامي، والذين يرغبون في فهم الإرث العلمي والثقافي للعصور الوسطى، وخاصة دور العلماء والمفكرين في تطوير المعرفة والثقافة في تلك الفترة.
بفضل غلافه العادي وعدد صفحاته المتوسط، يمكن للقارئ الاستمتاع بمحتوى الكتاب والتعرف على شخصية علي بن رضوان وإسهاماته العلمية بسهولة، مما يجعله واحدًا من الكتب القيمة في فئة السير والمذكرات، خاصة فيما يتعلق بحياة العلماء والمفكرين في التاريخ الإسلامي.