في فترة بين عامي 1970 و1975، شهد عالم السيارات ظهور طراز فريد يحمل عنوان “سيتروين إس إم الرئاسي 1970-1975″، الذي يعتبر من نماذج الهاتشباك والروودستر والكونفيرتيبل المميزة. وقد تم تطوير هذا الطراز الفاخر بطلب من الرئيس الفرنسي جورج بومبيدو، الذي كانت متطلباته فائقة الصعوبة، لدرجة أنه لم يكن هناك إلا صانع سيارات متخصص مثل هنري شابرون يمكنه تلبية تلك الطلبات.
طلب جورج بومبيدو سيارة تستطيع أن تلفت انتباه جلالة الملكة إليزابيث الثانية، وكانت شركة سيتروين الفرنسية وقتها تتمتع بسمعة رائدة في صناعة السيارات. وعلى الرغم من وجود طراز DS في تشكيلة الشركة، إلا أنه لم يكن كافيًا لتلبية هذا المستوى الرفيع. وفي هذا السياق، كانت العلامة ذات الشكل المزدوج Chevron تمتلك العلامة الإيطالية مازيراتي وكانت لديها طراز SM في تشكيلتها.
ومع ذلك، كان الطراز SM هو كوبيه وليس ليموزين مكشوفة. وهنا دخلت شابرون الخبير في تصنيع السيارات إلى الصورة، حيث كان قد اكتسب بالفعل سمعة كبيرة كباني ومُصنع للمركبات المكشوفة. لذلك، قرر أن يتحدى نفسه ويقوم بتعديل طراز SM من سيتروين ليخلق سيارتين خاصتين لتلبية متطلبات الرئيس الفرنسي.
تم إنتاج السيارتين من قبل شركة سيتروين ولكنها تم تعديلها بواسطة شابرون. قام شابرون بتمديد قاعدة العجلات لتوفير مساحة لمقعد في الخلف. ومع ذلك، كان يتعين على السيارة أن توفر سقفًا قابلًا للإزالة. وبسبب الكابينة الطويلة، اضطر المُصمم إلى تثبيت زجاج أمامي أعلى لمنع الرياح من تشويه شعر الركاب. وليس ذلك وحسب، فقد زودت الركيزة الخلفية بقوس ومقبض على كل جانب، مما سمح للركاب في الخلف بالجلوس براحة أثناء استخدام السائق للسيارة.
ومع كل التعديلات الخارجية، تم إجراء تغييرات أيضًا في الداخل لخلق داخلية فريدة حيث تم تضييق ونقل المقاعد الأمامية إلى الخارج. وبالتالي، قام شابرون بضغط مقعد ثالث يواجه الخلف على وسط الكونسول ليكون مخصصًا للمترجم. وقد استخدم المصمم مواد حصرية وعالية الجودة فقط لتغليف الداخلية بالجلد.
وبفضل نظام التعليق الفريد لدى سيتروين، كانت السيارة تتحرك بسلاسة، ومع ذلك، تم إعادة تصميم صندوق التروس للسماح بسرعات أبطأ للاستعراض. وتحت غطاء المحرك، كانت السيارة تحمل نفس المحرك V6 السلس الذي يعمل بنظام حقن الوقود المباشر.
فيما يتعلق بمواصفات المحرك، يبلغ إزاحة المحرك 2995 سم3، ويعمل بست أسطوانات V6. تولد قوة المحرك 134 كيلووات عند 5750 دورة في الدقيقة أو 183 حصانًا عند نفس السرعة، وتبلغ عزم الدوران 180 حصانًا عند 5750 دورة في الدقيقة. ويعتمد النظام الوقودي على حقن الوقود الإلكتروني، ويعمل بالبنزين. كما أنها تتمتع بناقل حركة أوتوماتيكي من ثلاث سرعات، ونظام دفع أمامي.
رغم أن هناك العديد من المواصفات التقنية غير متاحة حاليًا، يظل من الواضح أن سيتروين إس إم الرئاسي 1970-1975 كانت سيارة فريدة وفاخرة بتصميم مبهر، وقد جسدت بإتقان الحرفية المتميزة لشابرون والتميز الهندسي لسيتروين.