قمر الاتصالات الصناعي “سوديكومسات-5” يمثل إحدى الإنجازات الفضائية البارزة للمملكة العربية السعودية، إذ يعد تجسيدًا للتقدم العلمي والتكنولوجي في مجال الأقمار الصناعية. يتمتع هذا القمر بمواصفات فنية متقدمة وغنية بالتفاصيل، مما يجعله عنصرًا أساسيًا في مجال الاتصالات التجارية.
تحمل القمر الصناعي الاسم الرسمي “سوديكومسات-5″، وهو مسجل رسميًا في الأمم المتحدة تحت ملكية المملكة العربية السعودية. يدير ويمتلك القمر المعهد الفضائي في العاصمة السعودية، معهد البحوث الفضائية في الرياض، ويتمتع بتقنيات متطورة تسمح له بخدمة مستخدمين تجاريين.
تأتي غايته الرئيسية من إطلاق هذا القمر في تحسين وتعزيز قدرات الاتصالات، حيث يتم تخصيصه للاستخدام التجاري. يعتبر “سوديكومسات-5” ضمن الفئة الفضائية للمدار المنخفض (LEO)، حيث يتبع مدارًا متزامنًا مع الشمس (Sun-Synchronous)، مما يضمن توجيهه بفعالية لتحقيق أقصى استفادة من ضوء الشمس.
تتميز مداراته بإحداثيات دقيقة، حيث يبلغ ارتفاع الأوج (Apogee) 725 كيلومترًا، والأدنى (Perigee) 651 كيلومترًا، وزاوية الميل (Inclination) تصل إلى 97.8 درجة، مما يسهم في تحقيق توازن دقيق لتحقيق أهدافه المخصصة في مجال الاتصالات.
تم إطلاق القمر الصناعي في 17 إبريل 2007، باستخدام صاروخ “دينيبر” (Dnepr)، وذلك من موقع الإطلاق في مدينة بايكونور بكازاخستان. وتشير المعلومات إلى أنه يعتبر جزءًا من مشروع أكبر يهدف إلى إقامة كوكبة من 24 قمرًا صناعيًا، ويعد القمر الأول في هذه الكوكبة الفضائية التجارية.
من الجدير بالذكر أن هذا الإنجاز الفضائي يعزز الدور السعودي في مجال الأنظمة الفضائية، حيث قام به المعهد الفضائي بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، والذي يعد جهة رئيسية في تطوير وتعزيز القدرات التكنولوجية والبحثية في المملكة.
في الختام، يظهر قمر الاتصالات الصناعي “سوديكومسات-5” كمثال بارز على التقدم التكنولوجي السعودي في مجال الأقمار الصناعية، ويعكس التزام المملكة بتطوير قدراتها الفضائية لتحقيق تقدم وريادة في ميدان الاتصالات والتكنولوجيا الفضائية.