سرطان العظام: الأعراض والعلاج

سرطان العظام: الأعراض، الأسباب، العلاج، والتشخيص

سرطان العظام هو نوع نادر من السرطانات الذي ينشأ في الخلايا العظمية. على الرغم من أن هذا النوع من السرطان ليس شائعًا مثل السرطانات الأخرى التي تؤثر على الأنسجة الرخوة أو الأعضاء الحيوية في الجسم، إلا أنه يعتبر من الأورام الخبيثة التي تستدعي الاهتمام الطبي الفوري. يتميز سرطان العظام بتنوع الأعراض التي قد يصعب اكتشافها في مراحل مبكرة، مما يجعل التشخيص والعلاج الفعالين أمرين بالغين في تحديد نتائج العلاج.

تعريف سرطان العظام

يُعرَّف سرطان العظام بأنه الورم الذي ينشأ في العظام نفسها أو في الأنسجة المحيطة بالعظام. تنقسم الأورام العظمية إلى نوعين رئيسيين: أورام العظام الأولية، التي تنشأ داخل العظام، والأورام العظمية الثانوية، التي تنتشر من أماكن أخرى في الجسم إلى العظام (وهي أكثر شيوعًا من الأورام الأولية). أما الأورام الأولية، فهي تشمل نوعين رئيسيين من السرطان، هما:

• الساركوما العظمية (Osteosarcoma)

• الكوندروساركوما (Chondrosarcoma)

كما توجد أنواع أخرى أقل شيوعًا مثل اليوينغ ساركوما والساركوما العظمية الغدية.

الأسباب والعوامل المؤثرة في الإصابة بسرطان العظام

مثل معظم أنواع السرطان، لا توجد أسباب محددة وواضحة تفسر لماذا قد يصاب شخص بسرطان العظام، ولكن هناك بعض العوامل التي يُعتقد أنها تزيد من خطر الإصابة به. تشمل هذه العوامل:

1. العوامل الوراثية:

وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان العظام يمكن أن يزيد من احتمالية الإصابة. على سبيل المثال، يرتبط الوراثة في بعض الحالات بوجود أنواع معينة من السرطان، مثل الساركوما العظمية. بعض الأمراض الوراثية، مثل متلازمة Li-Fraumeni و متلازمة فون هيبل لينداو، قد تزيد من مخاطر الإصابة بهذا النوع من السرطان.

2. العلاج الإشعاعي:

تعرض الشخص للعلاج الإشعاعي في مناطق معينة من الجسم قد يزيد من احتمال تطور سرطان العظام، خاصة إذا تم العلاج في مرحلة الطفولة أو في سن مبكرة.

3. العمر والجنس:

بينما يمكن أن يصيب سرطان العظام أي شخص في أي مرحلة من العمر، إلا أن بعض الأنواع من السرطان العظمي تكون أكثر شيوعًا في بعض الفئات العمرية. على سبيل المثال، الساركوما العظمية عادة ما تظهر في المراهقين والشباب في العشرينات من العمر، بينما الكوندروساركوما تؤثر في الغالب على البالغين في منتصف العمر أو كبار السن. كما أن الذكور أكثر عرضة للإصابة بسرطان العظام مقارنة بالإناث، خصوصًا في الفئات العمرية الصغيرة.

4. مشاكل عظمية سابقة:

الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية تؤثر على العظام، مثل التهاب العظم والمفاصل أو مرض باجيت العظمي، قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بسرطان العظام. كما أن العظام الضعيفة أو غير الطبيعية قد تشكل بيئة ملائمة لنمو الأورام.

5. إصابات سابقة:

تسبب بعض الإصابات التي تؤثر على العظام في زيادة خطر الإصابة بسرطان العظام، إلا أن ذلك ليس عاملًا مسببًا رئيسيًا. ولكن هناك نظريات تشير إلى أن بعض الإصابات قد تتسبب في تكوين خلايا غير طبيعية قد تتحول إلى خلايا سرطانية.

الأعراض والعلامات

عادة ما يواجه المرضى المصابون بسرطان العظام أعراضًا غير محددة في البداية. ومع تقدم المرض، تصبح الأعراض أكثر وضوحًا. تشمل الأعراض الشائعة لسرطان العظام:

• الألم في العظام: يعتبر الألم المستمر في العظام أو المفاصل من أبرز الأعراض. غالبًا ما يكون الألم في منطقة الورك أو الركبة، وهو يشبه الألم الناتج عن الإصابات الرياضية في البداية ولكنه لا يتحسن مع مرور الوقت.

• التورم والانتفاخ: قد يظهر تورم في المنطقة المصابة، خاصة إذا كانت العظام بالقرب من سطح الجلد. قد يكون التورم نتيجة لنمو الورم.

• الكسور العظمية: في بعض الحالات، يمكن أن يؤدي السرطان إلى ضعف العظام مما يجعلها أكثر عرضة للكسور. قد يحدث كسر حتى نتيجة لحركة بسيطة أو حادث غير مؤلم.

• الإرهاق وفقدان الوزن: مثل العديد من أنواع السرطان، يمكن أن يسبب سرطان العظام شعورًا بالإرهاق الشديد وفقدان الوزن غير المبرر.

• الحمى: قد يصاب المرضى بارتفاع في درجة الحرارة نتيجة للعدوى أو الالتهابات الناتجة عن الورم.

التشخيص

يعد تشخيص سرطان العظام خطوة حاسمة في تحديد أفضل مسار للعلاج. يعتمد التشخيص على مجموعة من الفحوصات والتقييمات، بما في ذلك:

1. التاريخ الطبي والفحص البدني:

يبدأ الطبيب بتقييم الأعراض التي يعاني منها المريض من خلال فحص بدني شامل وسؤال المريض عن تاريخه الصحي، بما في ذلك أي إصابات سابقة أو حالات طبية يمكن أن تساهم في الإصابة بالمرض.

2. الأشعة السينية (X-ray):

الأشعة السينية هي أداة أساسية للكشف عن التغيرات في العظام، مثل وجود كسور أو أورام. في حالة الاشتباه في وجود ورم، قد يُطلب من المريض إجراء أشعة سينية متقدمة.

3. التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI):

تعد تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي أداة دقيقة جدًا لتصوير الأنسجة الرخوة والعظام. تستخدم لتحديد موقع الورم وحجمه، وللتأكد من ما إذا كان السرطان قد انتشر إلى الأنسجة المحيطة.

4. التصوير المقطعي المحوسب (CT Scan):

يتم استخدام التصوير المقطعي للمساعدة في فحص الأورام العظمية بشكل أكثر تفصيلاً، وهو مفيد بشكل خاص في حالات الأورام التي يمكن أن تكون صعبة التحديد باستخدام الأشعة السينية أو الرنين المغناطيسي.

5. التحاليل المخبرية:

قد يُجري الطبيب بعض التحاليل المخبرية لمعرفة وجود علامات بيولوجية تشير إلى سرطان العظام أو أورام أخرى قد تكون قد انتشرت إلى العظام.

6. خزعة العظام:

إذا كانت الفحوصات تشير إلى وجود ورم، قد يوصي الطبيب بأخذ عينة من النسيج العظمي لفحصها في المختبر (خزعة) للتأكد من ما إذا كان الورم خبيثًا أو حميدًا.

علاج سرطان العظام

تعتمد خيارات علاج سرطان العظام على نوع الورم، وحجمه، ومرحلته، وحالة المريض العامة. تشمل خيارات العلاج الرئيسية:

1. الجراحة:

في معظم الحالات، يكون العلاج الجراحي هو الخيار الأول لعلاج سرطان العظام. يتضمن هذا إزالة الورم أو الجزء المصاب من العظم. في بعض الحالات، قد يكون من الضروري استبدال الجزء المفقود من العظم باستخدام أطراف اصطناعية.

2. العلاج الكيميائي:

يُستخدم العلاج الكيميائي لتدمير الخلايا السرطانية أو إبطاء نموها. يتم استخدامه بشكل شائع في حالة الأورام الكبيرة أو إذا كان السرطان قد انتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.

3. العلاج الإشعاعي:

قد يُستخدم العلاج الإشعاعي لعلاج السرطان في الأماكن التي يصعب الوصول إليها جراحيًا أو للحد من الأعراض مثل الألم. في بعض الحالات، قد يستخدم العلاج الإشعاعي بعد الجراحة للحد من خطر عودة الورم.

4. العلاج المناعي:

يُعد العلاج المناعي خيارًا جديدًا نسبيًا في علاج بعض أنواع السرطان، بما في ذلك سرطان العظام. يعتمد هذا العلاج على تقوية جهاز المناعة لمكافحة الخلايا السرطانية.

5. العلاج الدوائي الموجه:

تستخدم الأدوية المستهدفة في بعض الحالات لمعالجة سرطان العظام، خاصة عندما تكون هناك طفرات جينية أو تغيرات في خلايا السرطان.

التوقعات والنجاح في العلاج

تتفاوت فرص النجاح في علاج سرطان العظام وفقًا لنوع السرطان ومرحلته. عندما يتم اكتشاف المرض في مراحله المبكرة، فإن العلاج المبكر يمكن أن يؤدي إلى شفاء تام أو تحقيق تحسن كبير في الحياة. ومع ذلك، فإن السرطان الذي تم اكتشافه في مراحله المتقدمة قد يكون أكثر صعوبة في العلاج ويتطلب مزيجًا من العلاجات لتقليل الأعراض ومنع انتشار السرطان.