سرطان العظام: الأسباب والعلاج

سرطان العظام: الأسباب والتشخيص والعلاج

سرطان العظام هو نوع نادر من السرطان الذي يصيب الخلايا العظمية. على الرغم من أنه يمكن أن يحدث في أي عظم في الجسم، إلا أن بعض العظام تكون أكثر عرضة للإصابة بالسرطان من غيرها، مثل عظام الأطراف والساقين. يرتبط سرطان العظام بمجموعة من العوامل الوراثية والبيئية التي تساهم في تطور المرض، حيث يتسبب الخلل في الخلايا العظمية في النمو غير الطبيعي للأورام السرطانية.

في هذا المقال، سنتناول جميع جوانب سرطان العظام، من الأسباب والعوامل المؤثرة إلى أعراضه وطرق التشخيص والعلاج، بالإضافة إلى الإجراءات الوقائية التي يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بهذا المرض.

1. أنواع سرطان العظام

هناك عدة أنواع من سرطان العظام التي تختلف في طبيعتها ومكان حدوثها. وهذه الأنواع تشمل:

أ. السرطان الأولي للعظام

• هو النوع الذي ينشأ مباشرة في العظام، ويشمل الأورام التي تبدأ في الخلايا العظمية أو الخلايا الأخرى المرتبطة بالعظام.

• من أبرز أنواع السرطان الأولي للعظام:

  • أوسيوم (Osteosarcoma): هو النوع الأكثر شيوعًا من سرطان العظام الأولي، ويظهر عادةً في العظام الطويلة مثل عظم الفخذ أو عظام الساق.

  • Chondrosarcoma: يبدأ في الغضاريف التي تغطي سطح العظام.

  • Ewing’s sarcoma: يصيب العظام والأنسجة اللينة المحيطة بها، وعادة ما يظهر في عظام الحوض أو الساق.

ب. السرطان الثانوي للعظام

• هو سرطان ينشأ في مكان آخر في الجسم ثم ينتشر إلى العظام عبر الدم أو الجهاز اللمفاوي.

• السرطانات الأكثر شيوعًا التي تنتشر إلى العظام تشمل سرطان الثدي، الرئة، والبروستاتا.

2. أسباب سرطان العظام

على الرغم من أن سبب الإصابة بسرطان العظام لا يكون واضحًا في معظم الحالات، إلا أن هناك عدة عوامل يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بهذا النوع من السرطان.

أ. العوامل الوراثية

• الاستعداد الوراثي: بعض الأشخاص لديهم استعداد وراثي للإصابة بسرطان العظام بسبب وجود تاريخ عائلي للمرض. قد يساهم خلل في الجينات، مثل الجين TP53 (الذي يرتبط بسرطان أوسيوم)، في ظهور المرض.

• الاضطرابات الوراثية: مثل مرض “مورفان” الذي يزيد من خطر الإصابة بسرطان العظام بسبب اضطراب في النمو العظمي.

ب. العوامل البيئية

• الإشعاع: التعرض للإشعاع مثل العلاج الإشعاعي قد يزيد من احتمال الإصابة بسرطان العظام. يستخدم العلاج الإشعاعي عادة لعلاج أنواع أخرى من السرطان، ولكن يمكن أن يؤدي التعرض المستمر للإشعاع إلى تغيرات في الخلايا العظمية.

• السموم البيئية: بعض المواد الكيميائية السامة مثل البنزين قد تزيد من خطر الإصابة.

ج. الأمراض والعوامل الصحية الأخرى

• الأمراض الوراثية: مثل مرض “الأسنان المفلطحة” الذي يمكن أن يسبب نموًا غير طبيعي في العظام ويزيد من خطر الإصابة بسرطان العظام.

• العدوى الفيروسية: بعض الفيروسات مثل فيروس “هيربس” قد يكون لها دور في الإصابة ببعض أنواع السرطان.

د. التقدم في العمر

• على الرغم من أن سرطان العظام يمكن أن يصيب أي شخص في أي عمر، إلا أن معظم الحالات تظهر في الشباب (بين 10 و30 عامًا) أو كبار السن الذين يتجاوزون الـ 60 عامًا.

3. أعراض سرطان العظام

تختلف أعراض سرطان العظام حسب نوع الورم والموقع الذي ينشأ فيه، إلا أن هناك بعض الأعراض المشتركة التي قد تشير إلى الإصابة بالمرض:

أ. ألم العظام

• يعد الألم العظمي العرض الأكثر شيوعًا لسرطان العظام. يكون الألم عادة مستمرًا وقد يزداد سوءًا في الليل أو عند ممارسة النشاطات البدنية.

ب. التورم والانتفاخ

• قد يلاحظ المريض وجود تورم أو انتفاخ في المنطقة المصابة، ويمكن أن يصاحبه شعور بالدفء.

ج. ضعف العضلات أو صعوبة الحركة

• إذا كان الورم في منطقة بالقرب من المفاصل أو العظام الكبيرة، قد يشعر المريض بصعوبة في الحركة أو فقدان القوة في الأطراف.

د. كسور العظام

• يمكن أن تتسبب الأورام في إضعاف العظام، مما يزيد من احتمال حدوث كسور حتى في حالة التعرض لإصابات بسيطة.

هـ. أعراض أخرى

• قد يصاحب المرض أعراض مثل الحمى، وفقدان الوزن غير المبرر، وفقدان الشهية، والتي تشبه أعراض العديد من الأمراض الأخرى.

4. تشخيص سرطان العظام

يجب على المرضى الذين يشتبه في إصابتهم بسرطان العظام زيارة الطبيب للحصول على تشخيص دقيق. تشمل طرق التشخيص:

أ. التاريخ الطبي والفحص البدني

• يبدأ الطبيب بأخذ تاريخ طبي مفصل للمريض مع التركيز على الأعراض التي يعاني منها. قد يقوم الطبيب أيضًا بفحص المنطقة المصابة للكشف عن التورم أو الألم.

ب. الأشعة السينية (X-ray)

• تعد الأشعة السينية الأداة التشخيصية الأولية للكشف عن التغيرات في العظام. قد تظهر الأشعة السينية مناطق من العظم قد تكون قد تضررت أو تآكلت بسبب الورم.

ج. التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)

• يساعد الرنين المغناطيسي في الحصول على صور تفصيلية للعظام والأنسجة المحيطة بها، مما يساعد في تحديد حجم الورم وموقعه.

د. التصوير المقطعي المحوسب (CT Scan)

• يستخدم التصوير المقطعي للحصول على صور ثلاثية الأبعاد للمنطقة المصابة، ويمكن أن يساعد في تحديد ما إذا كان السرطان قد انتشر إلى الأنسجة المجاورة.

هـ. التحليل الخلوي (الخزعة)

• في بعض الحالات، قد يحتاج الطبيب إلى أخذ عينة من الأنسجة العظمية لتحليلها تحت المجهر وتحديد نوع السرطان.

5. علاج سرطان العظام

يتوقف علاج سرطان العظام على نوع الورم ومرحلة المرض، بالإضافة إلى صحة المريض العامة. يشمل العلاج عادة عدة طرق متكاملة:

أ. الجراحة

• تعتبر الجراحة من أكثر طرق العلاج فعالية خاصة في المراحل المبكرة من المرض. يهدف الجراحون إلى إزالة الورم مع الحفاظ على أكبر قدر ممكن من الأنسجة السليمة.

ب. العلاج الكيميائي

• يتم استخدام العلاج الكيميائي في علاج بعض أنواع سرطان العظام مثل أوسيوم وشوندروسركوما، حيث يتم تدمير الخلايا السرطانية عن طريق الأدوية الكيميائية.

ج. العلاج الإشعاعي

• يُستخدم العلاج الإشعاعي لتدمير الخلايا السرطانية أو تقليص حجم الورم في الحالات التي لا يمكن فيها إزالة الورم جراحيًا. كما يمكن استخدامه لتخفيف الألم الناتج عن الأورام المتقدمة.

د. العلاج البيولوجي والعلاج الجيني

• تتضمن هذه العلاجات تقنيات حديثة تهدف إلى تحسين قدرة الجهاز المناعي على محاربة الخلايا السرطانية. قد يتم تطوير أدوية جديدة تستهدف الجينات المسؤولة عن نمو السرطان.

6. الوقاية والتعايش مع سرطان العظام

بينما لا يمكن الوقاية تمامًا من سرطان العظام في بعض الحالات، إلا أن هناك بعض التدابير التي يمكن اتخاذها لتقليل الخطر:

• الحفاظ على نمط حياة صحي يتضمن ممارسة الرياضة بانتظام وتناول غذاء متوازن.

• تجنب التعرض المفرط للإشعاع.

• متابعة الفحوصات الطبية المنتظمة في حال وجود تاريخ عائلي للمرض.

بالإضافة إلى العلاج الطبي، يمكن للمريض أن يتبنى استراتيجيات للتعايش مع المرض مثل المشاركة في مجموعات الدعم النفسي والعلاج الطبيعي لتحسين نوعية الحياة.

7. خاتمة

يعد سرطان العظام من الأمراض الخطيرة التي تتطلب التشخيص المبكر والعلاج الفعال. على الرغم من أنه مرض نادر، فإن التقدم في الطب قد سهل الكثير من الأمور بالنسبة للمرضى.