روزي توماس، الكاتبة الموهوبة، تأخذنا في رحلة مثيرة ومعقدة في روايتها “الزيجات الأخرى”، حيث تكشف لنا عن خفايا الحياة الزوجية لخمسة أزواج يعيشون في بلدة صغيرة، تلك الزوايا الخفية التي قد تكون أكثر تعقيدًا مما يظهر سطحياً.
تبدأ الرواية بعودة نينا كورت، الأرملة الجذابة والشابة، إلى بلدتها الأم بهدف نسيان الماضي المؤلم. وهنا يبدأ القدر بفتح أبواب اللقاءات الصدفية، حيث تلتقي بصديق طفولتها، مما يقودها إلى دائرة من خمسة أزواج ودودين يعيشون حياة زوجية تبدو سعيدة. هؤلاء الأزواج هم أندرو وجانيس فروست، اللذين يبدون دائمًا في تنظيم حفلات؛ الثري والناجح دارسي كليغ وزوجته الشابة والجذابة هانا؛ فيكي وجوردون رانسوم، اللذين ينتظرون مولودهم الثالث؛ الجنوني جيمي روز وستار، زوجته الغامضة؛ ومايكل ويكهام، المتزوج من مارسيل، امرأة معقدة كوجباتها الخمس.
ترى نينا في هؤلاء الأزواج كل ما فقدته: الحب، والأمان، والأطفال، والرفاقة. ومع ذلك، تجذبها إلى واحد من هؤلاء الرجال، وتندلع علاقة عاطفية مثيرة تكشف عن تشققات تحت سطح هذه الزيجات الظاهرة للعيان. على مدى عام، يتعين على كل زوج إعادة التفاوض على شروط علاقتهم. لا أحد يظهر دون أن يكون قد تأثر أو تغير. ونينا نفسها في انتظار صدمة: الزواج الذي تحن إليه، الذي رأته كاملاً، كان به عيوب.
تسلط روزي توماس، بعينها الحادة، الضوء على لحظات الحياة المنزلية سواء كانت عادية أو استثنائية. ورغم أن الرواية تكشف عن جانب هشاشة العلاقات، إلا أنها تبرز أيضًا قوة روابط الزواج، وروابط الصداقة بين النساء. “الزيجات الأخرى” تعد لوحة قوية لتقلبات الجاذبية، والصداقة، والحب.
نشهد تناوب الأحداث على مدار العام، حيث يضطر كل زوج إلى إعادة تحديد شروط علاقته. لا يخرج أحد بدون أن يكون قد تأذى أو تغير. وفي نهاية المطاف، تواجه نينا نفسها بحقيقة مفاجئة: أن الزواج الذي كانت تراه كاملاً كان على نحو ما معيبًا.
تاريخ النشر في مايو 1994، على يد دار النشر ويليام مورو آند كو، تضفي على الرواية طابعًا خاصًا. “الزيجات الأخرى” لروزي توماس ليست مجرد رواية، بل هي تحفة أدبية تلمع ببراعة الكاتبة في استكشاف التوترات العاطفية والإنسانية في زوايا قلوب شخصياتها المعقدة والواقعية.