سحر التغيير في كتاب ‘هذا العام سيكون مختلفًا’ لمايف بينشي

مقال عن كتاب “هذا العام سيكون مختلفًا” لمايف بينشي

“هذا العام سيكون مختلفًا” هو مجموعة قصصية من تأليف الكاتبة الأيرلندية الشهيرة مايڤ بينشي، والتي تُعدّ واحدة من أبرز كُتاب الأدب المعاصر. نُشر هذا الكتاب من قبل دار نشر “دلادورتي بريس” في نوفمبر عام 1996، وقد لاقى إعجاباً واسعاً من النقاد والجمهور على حد سواء.

تتميز هذه المجموعة القصصية بأسلوبها الفريد الذي يجمع بين سحر الأعياد وروحها العميقة. تُقدّم مايڤ بينشي في هذه القصص لمحة عن الواقع المعاصر الذي يتخلل أجواء العيد، مقدمةً بذلك تبايناً مدهشاً بين السعادة التقليدية والحقائق الحياتية العميقة. بدلاً من التركيز على الحنين إلى الماضي، تتناول بينشي في رواياتها مسألة التغيير والنمو والبدء من جديد، مما يضفي طابعاً عصريّاً على تقاليد الأعياد.

في قصة “عيد الميلاد الأيرلندي النموذجي”، نلتقي بأرمل من نيويورك الذي يسافر إلى أيرلندا لقضاء العطلة، ليجد نفسه في رحلة غير متوقعة تعيد تشكيل حياته وحياة عائلة أخرى، تشمل أباً وابنته اللذين يعانيان من خلافات. تعكس هذه القصة كيف يمكن لمكان وزمان غير متوقعين أن يؤثرا بشكل عميق في العلاقات الشخصية، مما يعكس قدرة العيد على تغيير الأمور بطرق غير متوقعة.

أما القصة التي تحمل عنوان الكتاب “هذا العام سيكون مختلفًا”، فهي تستعرض مشاعر امرأة في منتصف العمر تواجه مرحلة تغيير في حياتها. تعاني المرأة من حياة رتيبة مع زوج غير مكترث وأبناء بالغين، وتكتشف أن العيد يمكن أن يكون بداية لتغييرات جذرية في حياتها وحياة عائلتها. تُبرز القصة كيف يمكن لحظة من التغيير أن تكون محورية في حياة الأفراد، مما يضفي على الرواية بعداً عاطفياً عميقاً.

في “سحب معًا”، نتابع معلمة في العشرينيات من عمرها تتعرض لتحول كبير في حياتها العاطفية مع اقتراب عيد الميلاد. العلاقة غير المستقرة التي تربطها برجل متزوج تقودها إلى مسار جديد، حيث تكتسب أصدقاء غير متوقعين وتواجه تحديات جديدة. تعكس القصة الصراعات الداخلية والخارجية التي يواجهها الأفراد عندما يتعين عليهم اتخاذ قرارات هامة في حياتهم.

تتميز القصة الأخرى “الجوهر الصلب” بطابعها الفكاهي والإنساني، حيث نجد أربعة من أكثر سكان دار المسنين إصراراً وقوة يتم تركهم وحدهم في عيد الميلاد مع ابنة مالك الدار. النتيجة قد تكون كارثية أو قد تؤدي إلى تجديد حياة مليء بالأمل والفرح الذي لا يمكن أن يجلبه سوى روح العيد.

تتعمق القصص في موضوعات متنوعة مثل العائلات الممتدة التي تتعامل مع قضايا الطلاق والتصالح، الأزواج المتزوجين منذ زمن طويل الذين يواجهون مشاكل مع الأقارب، والأزواج الذين يواجهون الاختيار بين الشريك الآخر والزوجة. كما تستعرض القصص التحديات التي يواجهها الأطفال عندما يكونون عالقين بين نزاعات الكبار، مما يعكس التأثير الكبير للعيد على العلاقات الشخصية.

مايڤ بينشي، من خلال قصصها، تخلق مشاهد حية ومؤثرة تلامس القلوب وتعيد إحياء الروح الإنسانية. تصف صحيفة “فيلادلفيا إنكوايرر” أعمال بينشي بأنها “تجعل الناس يضحكون ويبكون وتزعج نومهم”. هذه القصص، التي يمكن أن تُقرأ في أي وقت من السنة، تجعلنا نرى أن العيد ليس مجرد مناسبة احتفالية، بل هو فرصة للتغيير والنمو.

في الختام، يقدم “هذا العام سيكون مختلفًا” تجربة قراءة غنية تجسد ببراعة الأثر العميق للأعياد على حياة الناس. من خلال قصصها المؤثرة والواقعية، تأخذنا مايڤ بينشي في رحلة عبر مشاعر الأمل والتحدي والتجديد، مما يجعل هذا الكتاب إضافة قيمة لمكتبة الأدب المعاصر.