كيف أسحب لون شعري: دليل شامل لسحب لون الشعر بأمان وفعالية

تُعد عملية سحب لون الشعر من أكثر العمليات الكيميائية تعقيدًا والتي تتطلب دقة ووعيًا كاملاً بتأثيراتها على بنية الشعر وصحته. فهي لا تقتصر فقط على تفتيح لون الشعر الطبيعي أو المصبوغ، بل تمتد لتغيير البنية اللونية لصبغة الميلانين في الشعرة نفسها، مما يجعل من الضروري فهم طبيعة هذه العملية وآليات تنفيذها بشكل صحيح لتجنب الأضرار الجسيمة.

ما هو سحب لون الشعر؟

سحب لون الشعر (Hair Bleaching or Decolorizing) هو إجراء كيميائي يتم باستخدام مواد مؤكسدة (مثل بودرة التفتيح والأوكسجين) بهدف إزالة أو تقليل الصبغة الطبيعية أو الاصطناعية من الشعر. هذه العملية تعتمد على تفكيك جزيئات الميلانين المسؤولة عن اللون، مما يفتح لون الشعر بدرجات متفاوتة حسب قوة المواد المستخدمة وزمن التطبيق.

وتكمن خطورة هذه العملية في تأثيرها المباشر على الطبقة الكيراتينية للشعرة، الأمر الذي يجعل من الضروري اتباع خطوات دقيقة وتوفير العناية اللاحقة الكاملة للشعر لتقليل التلف.

الحالات التي يُلجأ فيها لسحب اللون

يتم اللجوء إلى سحب اللون في الحالات التالية:

• تغيير جذري في لون الشعر (مثلاً من الأسود إلى الأشقر).

• إزالة لون صبغة قديمة داكنة جدًا.

• توحيد لون الشعر إذا كانت هناك تدرجات لونية أو آثار صبغات مختلفة.

• تحضير الشعر لصبغة جديدة بلون أفتح.

• تصحيح لون شعر غير متجانس أو فاشل نتيجة صبغة غير ناجحة.

المكونات المستخدمة في سحب اللون

العملية تستند إلى مزيج كيميائي فعال، وغالبًا ما يتضمن ما يلي:

خطوات سحب لون الشعر

1. تحضير الشعر

• يجب التأكد من أن الشعر في حالة جيدة نسبيًا قبل البدء.

• يفضل تجنب غسل الشعر قبل سحب اللون بيومين لتكوين طبقة دهنية طبيعية تحمي فروة الرأس.

• يُمنع استخدام أدوات تصفيف حرارية قبل العملية بفترة لا تقل عن 48 ساعة.

2. اختبار التحسس

• يُنصح باختبار الخليط على منطقة صغيرة من الجلد خلف الأذن أو على خصلة صغيرة من الشعر لاختبار التحسس أو النتائج المتوقعة.

3. خلط المواد

• يُخلط مقدار معين من بودرة التفتيح مع الهيدروجين بيروكسيد حسب التعليمات، حتى يتم الحصول على قوام كريمي ناعم.

• تختلف النسبة الشائعة حسب الشركة المصنعة ولكن غالبًا ما تكون بنسبة 1:2 (جزء بودرة إلى جزئين أوكسجين).

4. توزيع الخليط

• يُقسم الشعر إلى أربعة أقسام رئيسية باستخدام مشابك.

• يُوضع الخليط على أطراف الشعر أولاً، ثم منتصف الشعر، وأخيرًا الجذور (كونها تتفتح بسرعة أكبر بسبب حرارة فروة الرأس).

• يُترك الخليط لمدة تتراوح بين 15 إلى 50 دقيقة، ويجب مراقبة تغير اللون كل 10 دقائق لتفادي الحرق أو التلف.

5. الشطف والمعالجة

• يُشطف الشعر جيدًا بالماء الفاتر حتى إزالة كافة بقايا المواد الكيميائية.

• يتم استخدام شامبو مخصص لإيقاف التفاعل الكيميائي.

• يُفضل تطبيق ماسك عميق لإعادة التوازن وترميم الشعر.

6. تطبيق التونر

• بعد سحب اللون، غالبًا ما تظهر درجات نحاسية أو صفراء مزعجة، وهنا يُستخدم التونر لتعديل اللون وجعله أقرب للدرجة المطلوبة.

• يُخلط التونر مع أوكسجين خفيف (10 فوليوم) ويُترك على الشعر حسب التعليمات (غالبًا من 5 إلى 20 دقيقة).

سحب اللون الكامل مقابل الجزئي

يجب التفريق بين سحب اللون الكامل وسحب اللون الجزئي:

• سحب اللون الكامل: يتم تطبيق المادة على كامل الشعر لتفتيحه من الجذور حتى الأطراف.

• سحب اللون الجزئي: يُستخدم لتفتيح جزء معين فقط من الشعر، كأطراف الشعر (الأومبري) أو خصل معينة (الهايلايت).

التأثيرات الجانبية لسحب اللون

عملية سحب اللون تُعتبر مرهقة جدًا للشعر، وتُسبب العديد من الآثار السلبية إذا لم تُطبق بطريقة صحيحة:

• جفاف الشعر الشديد: نتيجة إزالة الزيوت الطبيعية من فروة الرأس.

• تقصف وتكسر الشعر: بسبب تضرر الطبقة الكيراتينية الحامية للشعرة.

• فقدان لمعان الشعر: نتيجة تدمير طبقات الشعر الخارجية.

• تهيج فروة الرأس: خصوصًا إذا تم استخدام مواد قوية أو تركها لفترة طويلة.

• نتائج لونية غير متوقعة: كظهور لون برتقالي أو أصفر غير مرغوب.

نصائح هامة قبل سحب اللون

• تجنّب القيام بسحب اللون بعد الصبغات السوداء أو الحناء إلا بعد استشارة مختص.

• عدم استخدام أدوات حرارية بعد السحب لمدة أسبوع على الأقل.

• تجنّب تكرار سحب اللون خلال فترة زمنية قصيرة (يفضل ترك فاصل لا يقل عن 4 إلى 6 أسابيع).

• لا يُنصح بسحب اللون في حالة الشعر التالف أو المصاب بكسر أو تساقط.

العناية بالشعر بعد سحب اللون

الحفاظ على صحة الشعر بعد عملية سحب اللون يتطلب نظامًا دقيقًا للعناية يتضمن:

• استخدام شامبو خالٍ من الكبريتات: حتى لا يُفاقم الجفاف.

• ترطيب أسبوعي مكثف: عبر ماسكات غنية بالبروتين والزيوت مثل زيت الأرجان وجوز الهند.

• تقليل عدد مرات الغسل: لتفادي إزالة الزيوت الطبيعية.

• قص الأطراف المتقصفة بشكل دوري.

• حماية الشعر من الشمس والحرارة: باستخدام منتجات حماية حرارية وارتداء قبعة عند التعرض للشمس.

بدائل طبيعية لسحب اللون

لمن لا يفضلون المواد الكيميائية، هناك بعض الطرق الطبيعية لتفتيح الشعر تدريجيًا، وإن كانت أقل فعالية، لكنها أكثر أمانًا:

• الليمون والماء: يُستخدم مع التعرض للشمس لتفتيح الشعر تدريجيًا.

• العسل والقرفة: يحتويان على إنزيمات تفتح لون الشعر عند استخدامهما كمزيج لفترة طويلة.

• شاي البابونج: يمكن أن يعطي تفتيحًا بسيطًا عند استخدامه كغسول يومي.

لكن هذه الطرق لا تُعتبر بدائل فعالة للسحب الكيميائي في حالات الشعر الداكن جدًا أو الصبغات القوية.

الفرق بين سحب اللون والتفتيح

رغم التشابه الظاهري بين العمليتين، هناك فرق جوهري بين سحب اللون وتفتيح الشعر:

الجدول الزمني للعناية بعد سحب اللون

خلاصة علمية

سحب لون الشعر ليس مجرد عملية تجميلية بل هو تدخل كيميائي عميق في بنية الشعرة. لذا يجب التعامل معه بحذر تام ومراعاة كافة الخطوات والاحتياطات قبل الإقدام عليه. الفهم الكامل لتأثير المواد المستخدمة، ومراقبة تطور اللون خلال العملية، والالتزام الصارم بخطط العناية اللاحقة كلها عوامل تضمن نتائج أفضل وتقليل فرص حدوث التلف. الخبرة والمعرفة الكيميائية عنصران حاسمان في إنجاح هذه العملية وتحقيق النتيجة المرجوة بأقل ضرر ممكن للشعر.

المصادر

• Milady’s Standard Cosmetology, Cengage Learning.

• American Board of Certified Haircolorists – Educational Material.