في أعقاب العاصفة النورماندية، التي انطلقت في 6 يونيو 1944، تألقت ست جيوش في نورماندي بروح البطولة والتضحية. يروي جون كيغان في كتابه “ست جيوش في نورماندي: من يوم النورماندي إلى تحرير باريس” قصة استثنائية لتلك الجيوش التي شاركت في إعادة تشكيل مجريات الحرب العالمية الثانية.
تفتح صفحات الكتاب نوافذ التاريخ لننظر بعمق إلى مشهد الحروب والتحديات التي واجهت الحلفاء في هذا السياق التاريخي الحاسم. يأخذنا كيغان في رحلة زمنية ملحمية، تكشف لنا الأحداث التي سبقت يوم النورماندي، مع التركيز على الاستعدادات الدقيقة والتكتيكات الحاسمة التي قادت إلى الهبوط الكبير على الشواطئ الفرنسية.
وفي ظل صوت البحر وقوة العاصفة النورماندية، تُظهر قلم كيغان الساحر تفاصيل الصراع والمعاناة التي عاشها جنود الحلفاء والمحور على حد سواء. يقدم الكتاب رؤية فريدة للتكتيكات العسكرية والاستراتيجيات المستخدمة في هذه المعركة الحاسمة.
وما يميز “ست جيوش في نورماندي” هو الانتباه الشامل إلى الست جيوش المختلفة التي شاركت في هذا الصراع التاريخي. يقدم الكتاب تحليلًا مفصلًا للقوات البريطانية والأمريكية والكندية والبولندية والفرنسية والألمانية، مما يمنح القارئ فهمًا غنيًا للتنوع الفريد للجيوش المتورطة.
في تقييمه للكتاب، يبرز مراجعنا سي. بيتر تشين قيمة العمل وجودة البحث، حيث يُظهر أن الكتاب لا يقتصر فقط على الأحداث العسكرية ولكنه يقدم أيضًا نظرة ثاقبة على العواطف والتحديات الإنسانية التي واجهها الجنود.
تأخذنا صفحات الكتاب إلى لحظات الفارق، مثل تحرير باريس، حيث يتألق الكاتب في نقل الأحداث بأسلوب تاريخي يلامس الواقع. يظهر كيغان براعته في إحياء التاريخ بأسلوبه السلس والمشوق، مما يجعل القارئ يعيش تلك اللحظات الحاسمة في تاريخ الإنسانية.
بهذا الكتاب، يرسخ جون كيغان مكانته كأحد أعظم كتّاب التاريخ، حيث يقدم لنا لحظات حاسمة في تاريخ الحرب العالمية الثانية بأسلوب ينبض بالحياة، مما يجعله لا غنى عنه لكل من يهتم بدراسة التاريخ العسكري بأعماقه.