زيادة معدل الفتح والنقر في البريد الإلكتروني

كيفية زيادة معدل الفتح والنقر في رسائل بريدك الإلكتروني: استراتيجيات فعّالة لتحسين الأداء

تُعتبر حملات التسويق عبر البريد الإلكتروني من أقدم وأكثر الوسائل الفعّالة في تفاعل العلامات التجارية مع عملائها، إلا أنَّ نجاح هذه الحملات لا يعتمد فقط على عدد الرسائل المُرسلة، بل يتطلب أساليب وتقنيات معينة لزيادة معدلات الفتح والنقر. هذه المعدلات تشير إلى فاعلية الرسائل في جذب انتباه القارئ ودفعه للتفاعل مع المحتوى، مما يؤثر بشكل مباشر على نتائج الأعمال.

يستعرض هذا المقال مجموعة من الاستراتيجيات التي يمكن تطبيقها لتحسين معدلات الفتح والنقر في رسائل البريد الإلكتروني، بدءًا من تحسين التصميم وصولًا إلى تخصيص الرسائل بناءً على اهتمامات المستخدمين.

1. العنوان: أول نقطة جذب للمستلم

يُعدُّ العنوان (Subject Line) هو أول ما يراه المستلم عند وصول البريد الإلكتروني إلى صندوق الوارد. لذا، من الضروري أن يكون العنوان جذابًا ويحفّز المستلم على فتح الرسالة. يجب أن يكون العنوان:

• مختصرًا وملائمًا: حيث لا يتجاوز طوله 50-60 حرفًا، مع التأكد من أنه يصل إلى صلب الموضوع دون تعقيد.

• يحتوي على قيمة واضحة: أن يكون العنوان مرتبطًا بالفائدة التي سيحصل عليها القارئ، مثل تقديم عرض خاص أو توفير حل لمشكلة.

• يُثير الفضول أو يقدم حافزًا: يمكن استخدام بعض الأساليب التي تثير الفضول مثل العناوين التي تحتوي على أسئلة أو أرقامًا (مثل “أفضل 5 طرق لتوفير المال”).

2. التخصيص والتوجيه الدقيق

التخصيص هو أحد العناصر الأساسية التي تساهم في تحسين معدلات الفتح والنقر. عند إرسال رسائل بريد إلكتروني مخصصة بناءً على اهتمامات سابقة أو سلوك المستخدم، يصبح البريد أكثر جذبًا.

• استخدام اسم المستلم: من خلال تضمين اسم المستلم في العنوان أو بداية الرسالة، يشعر القارئ أن الرسالة موجهة له بشكل خاص.

• التوصية بالمحتوى بناءً على سلوك المستخدم: مثل إرسال محتوى مخصص بناءً على مشتريات سابقة أو تفاعلات سابقة مع الرسائل.

3. التوقيت المثالي للإرسال

التوقيت الجيد له تأثير كبير على معدلات الفتح. ليس فقط أن يتم إرسال الرسالة في وقت مناسب للمستلم، ولكن أيضًا في اليوم والوقت المناسبين.

• اختبار أوقات الإرسال: بناءً على البيانات السابقة، يمكن تحديد الأوقات التي يزيد فيها احتمال فتح البريد الإلكتروني. على سبيل المثال، العديد من الدراسات تظهر أن الإرسال صباحًا أو في منتصف الأسبوع يكون أكثر فعالية.

• التخصيص حسب المنطقة الزمنية: في حالة التعامل مع جمهور دولي، يُفضل جدولة الرسائل بحيث تصل في الوقت المحلي لكل مستلم.

4. تصميم البريد الإلكتروني وتجربة المستخدم

إنَّ تصميم الرسائل له تأثير مباشر على تجربتها، حيث يجب أن تكون:

• متجاوبة (Responsive): أن تكون الرسالة قابلة للعرض بشكل جيد على مختلف الأجهزة (الهواتف، الأجهزة اللوحية، الحواسيب).

• مرتبًا وسهل القراءة: استخدام خط واضح، وألوان متناسقة، ومسافات مناسبة بين النصوص، مما يسهل على المستلم قراءة الرسالة وفهم محتواها بسهولة.

• محتوى بصري جذاب: إدراج صور أو رسومات بيانية يمكن أن يزيد من تفاعل المستلم، بشرط أن تكون هذه الصور متوافقة مع رسالة البريد الإلكتروني.

5. النداء إلى العمل (Call to Action)

إنَّ عنصر “النداء إلى العمل” هو الجزء الذي يحفّز المستلم على اتخاذ خطوة معينة مثل “الشراء الآن”، “التسجيل اليوم”، أو “اكتشاف المزيد”. يجب أن يكون النداء إلى العمل:

• واضحًا وجذابًا: أن يكون موجودًا في مكان بارز في الرسالة، مع استخدام أزرار لافتة للنظر.

• مرتبطًا بالفائدة مباشرة: حيث يشعر القارئ أنه سيحصل على قيمة واضحة عند النقر على الرابط.

6. استخدام A/B Testing لتحسين الأداء

يُعد اختبار A/B من أبرز الأساليب التي يمكن من خلالها اختبار فعالية الرسائل. من خلال هذه التقنية، يمكن إرسال نسختين مختلفتين من البريد الإلكتروني لمجموعات مستهدفة صغيرة ومقارنة الأداء.

• اختبار العناوين: يمكن اختبار العناوين المختلفة لمعرفة أي منها يحقق أفضل معدل فتح.

• اختبار المحتوى: تجريب أنواع مختلفة من المحتوى، مثل الصور أو العروض الترويجية، لتحديد أيها يُحسن معدل التفاعل.

7. الاستفادة من الأتمتة والتحليل

تُعتبر الأتمتة أحد الأدوات القوية لزيادة فعالية حملات البريد الإلكتروني. من خلال استخدام أدوات الأتمتة، يمكن إرسال رسائل بريد إلكتروني مخصصة في أوقات محددة استنادًا إلى سلوك المستلم أو مرحلة تفاعله مع علامتك التجارية.

• تحليل البيانات: بعد كل حملة، يجب تحليل النتائج مثل معدلات الفتح والنقر، ووقت التفاعل، والمحتوى الذي نال إعجاب المستلمين. هذا يساعد في تحسين الحملات المستقبلية وتوجيهها بشكل أكثر فعالية.

8. الاهتمام بالنسخة المحمولة

نظرًا لأنَّ العديد من الأشخاص يستخدمون هواتفهم المحمولة لفتح البريد الإلكتروني، أصبح من الضروري التأكد من أن الرسائل مُهيأة بشكل جيد للأجهزة المحمولة. يجب التأكد من أن التصميم يتناسب مع الشاشات الصغيرة وأن الأزرار قابلة للنقر بسهولة.

9. إرسال الرسائل في وقت مناسب للمستلمين

في بعض الحالات، قد يكون لديك عملاء من مناطق زمنية مختلفة. من خلال تقسيم قاعدة البيانات إلى مجموعات حسب المواقع الجغرافية، يمكنك إرسال الرسائل في أوقات تكون فيها احتمالية الفتح أعلى. يمكن استخدام أدوات الأتمتة لضبط توقيت إرسال البريد بناءً على المنطقة الزمنية للمستلمين.

10. العروض الترويجية والعروض الحصرية

يُعدّ تضمين العروض الترويجية أو الخصومات الحصرية أحد العوامل التي تحفّز المستلمين على فتح البريد الإلكتروني والنقر على الروابط. إذا كان البريد يقدم شيئًا ذا قيمة حقيقية، مثل خصم أو هدية مجانية، يزداد احتمال تفاعل المستلمين مع البريد بشكل كبير.

11. تنظيف القوائم البريدية بانتظام

من الأمور الضرورية التي تؤثر في معدلات الفتح والنقر هو تنظيف القوائم البريدية بشكل دوري. إنَّ إرسال البريد إلى عناوين قديمة أو غير فعّالة قد يؤثر سلبًا على نتائج الحملة.

• إزالة العناوين غير النشطة: يجب إزالة العناوين التي لم تفتح البريد في فترة زمنية طويلة أو التي تحتوي على أخطاء إملائية.

• استهداف الجمهور المتفاعل: التركيز على الجمهور الذي يظهر اهتمامًا فعليًا بالرسائل لضمان أفضل نتائج.

12. تحليل النتائج وتعديل الاستراتيجيات

بعد تنفيذ الحملة، من الضروري تحليل البيانات والمقاييس المرتبطة بالبريد الإلكتروني، مثل معدلات الفتح والنقر، ومن ثمّ تعديل الاستراتيجيات بناءً على هذه النتائج. من خلال فهم سلوك المستلمين، يمكنك تحسين الرسائل المستقبلية وزيادة فرص نجاح الحملات البريدية.

13. التفاعل مع المتلقين بعد إرسال البريد الإلكتروني

عند تلقي ردود من المستلمين أو تعليقاتهم، يجب أن تكون مستعدًا للتفاعل معهم. قد يطلب البعض المزيد من المعلومات، بينما قد يعبّر آخرون عن استفسارات أو اعتراضات. التفاعل مع هؤلاء يعزز من العلاقة مع العميل وقد يساهم في رفع مستوى الثقة في العلامة التجارية.

من خلال تنفيذ هذه الاستراتيجيات بعناية، يمكن لأي حملة بريد إلكتروني أن تحقق نتائج مثمرة. إنَّ المفتاح يكمن في إنشاء رسائل ذات محتوى جذاب، والتوقيت المثالي، والتفاعل مع المستلمين بشكل مخصص وملائم لاحتياجاتهم.