“زوجة الطيار”، الكتاب الذي أثرى قائمة أوبرا للكتب المختارة، هو عمل استثنائي يقدمها الكاتبة الرائعة أنيتا شريف. يتناول الكتاب قصة مأساوية تتحدث عن الحزن والخيبة والخيانة، ويستعرض مفهوم “صعوبة معرفة الآخر”. كزوجة لطيار، تعلمت كاثرينا أن تتوقع الإثارة الشديدة وفترات الوحدة الطويلة، ولكن لا شيء استعدنا للطرق الهادئة التي تأتي بعد منتصف الليل لتخبرها بوفاة زوجها في حادث تحطم طائرة.
حتى ذلك الحين، كانت حياة كاثرين ليونز هادئة، إذا كانت غير استثنائية: وظيفة مرضية كمدرسة في مدينة نيو إنجلاند الصناعية حيث نشأت، منزل يطابق الصورة المثلى على ساحل المحيط، ابنة في الخامسة عشرة من العمر ذات شخصية مستقلة، وزواج سعيد تعزو الفترات الباهتة الزمنية فيه إلى تدهور لا مفر منه بسبب مرور الزمن.
مع معاناة كاثرينا مع الحزن، تتراجع إلى دوامة من الاهتمام الإعلامي المثار بواسطة جوع العصر لتفاصيل الكوارث. حتى قبل أن يتم العثور على الطائرة في مياه سواحل أيرلندا، يبدأ الفحص اللاذع لحياة زوجها في تسليط الضوء على لغز شخصي غريب. هل يمكن أن يكون هناك أي حقيقة في الشائعات المتزايدة التي تفيد بأنه كان يعيش حياة سرية؟
“زوجة الطيار” ليس مجرد رواية، بل هو استكشاف معقد للعواطف والعلاقات. تعكس الكاتبة أنيتا شريف ببراعة الصراع الداخلي لشخصية كاثرينا وتتساءل بجرأة عن طبيعة الحقيقة والتضحية في سياق الخيبة والفقدان. تجسد الرواية فنًا أدبيًا رفيعًا، حيث تتقن شريف فن الكتابة بأسلوب جذاب يأسر القارئ ويشد انتباهه.
“زوجة الطيار” تتألق كرواية أدبية تحتوي على عمق فلسفي ونفسي، وتلامس أوجاع الإنسانية بشكل عميق. الفئة الأدبية للكتاب تضفي عليه طابعًا فريدًا، حيث يمتزج الجمال اللغوي بالدراما والتشويق. صدرت الرواية عن دار النشر باك باي بوكس في مارس عام 1999، وما زالت تحتفظ بمكانتها كواحدة من أهم الأعمال الأدبية الرائعة التي أنتجتها الأدب العالمي في العقد الأخير.