في عام 1965، وتحديدًا في يوم 11 أغسطس، شهدت جزر فانواتو في جنوب المحيط الهادئ حدثًا طبيعيًا مدمرًا، حيث ضرب زلزال بلغت قوته 7.0 درجات على مقياس ريختر تلك المنطقة الحساسة. وقع الزلزال في تمام الساعة 22:31 بالتوقيت العالمي المنسق، وكان مركزه على خط العرض -15.8 درجة جنوبًا وخط الطول 167.2 درجة شرقًا، وعلى عمق 13 كيلومترًا تحت سطح الأرض.
تبع هذا الزلزال سلسلة من الهزات الأرضية التي استمرت لعدة أيام، حيث سُجلت 62 هزة أرضية بين 12 و 13 أغسطس. وكانت الصدمة الرئيسية في 12 أغسطس بمقدار 7.2 درجة على مقياس ريختر، وخلالها ارتفعت الجزء الشمالي الغربي من جزيرة ماليكولا نصف متر إلى متر واحد. كما تسبب الزلزال الرئيسي في توليد موجة مد عاتية (تسونامي) بارتفاع يصل إلى 7 أمتار في بعض الخلجان.
رغم الدمار الذي خلفه الزلزال والتسونامي، فإن استجابة السلطات المحلية كانت فعالة، حيث تم بث تحذيرات من التسونامي عبر الراديو بعد بدء الهزات الأرضية وقبل الصدمة الرئيسية، مما ساهم في اتخاذ التدابير اللازمة للسلامة وتفادي الخسائر البشرية. ورغم تحذيرات التسونامي، فإن الخسائر البشرية كانت محدودة، حيث لم يتم تسجيل وفيات.
تم تسجيل ارتفاع تسونامي بارتفاع 2.5 متر على جزيرة تونغوا في فانواتو، و1.2 متر في بورت فيلا. ورغم أن بعض الهزات الأرضية لم تؤدي إلى تسونامي، إلا أن الهزة الارتدادية الصغيرة التي وقعت في 13 أغسطس أدت إلى توليد تسونامي بارتفاع 2 أمتار.
هذا الحدث يُظهر الأهمية القصوى لنظام الإنذار المبكر والتحذيرات الفورية في حالات الطوارئ الطبيعية، حيث يمكن أن تقلل من الخسائر البشرية والمادية بشكل كبير. ويجب أن تكون هذه التجارب السابقة دروسًا للدول والمناطق الساحلية الأخرى لتعزيز استعداداتها وتجهيزاتها لمواجهة تحديات الزلازل والتسونامي في المستقبل.