في الرابع من مايو (الخطأ في الاعتقاد أنه العاشر) من عام 1820، في تمام الساعة الثانية والنصف بالتوقيت المحلي، شهدنا هزة أرضية هائلة على الساحل الغربي للمكسيك. ويبدو أن مصدر الزلزال كان في منطقة أكابولكو وسان ماركوس.
تسونامي نشأت جراء هذه الهزة الأرضية. في أكابولكو، انحسرت البحر إلى منتصف الخليج، مكشوفة الشعاب المرجانية. لاحظت مد وجزر هادئة متناوبة مع بعض التوقفات في حركة المياه عند بلوغ مستوياتها الأعلى والأدنى. بعد ساعتين، كانت مد البحر كبيرة لدرجة أن المياه وصلت إلى أبواب الكنيسة الموجودة في أعلى جزء من ساحة المدينة. غمرت المياه الساحة. تقدمت المحيطات داخل اليابسة كجدار بسرعة كبيرة، محطمة كل شيء في طريقها. ثم، في مد قوي، أقوى من تلك التي حدثت في عام 1787، تم عرض الجزء الأكبر من قاع الخليج. بعد ذلك، بدأت مستويات سطح البحر تعود تدريجياً إلى حالتها الطبيعية. بعد التسونامي، تغطت الكثبان الرملية الكبيرة الموجودة على الكورنيش بالكامل بالرمال لارتفاع يتراوح بين 1.5 إلى 2 متر (5-6 أقدام)، بينما امتدت الشاطئ بحوالي 17 متر (20 فارة).
هناك أيضًا شهادة من سيد ميناء أكابولكو. “في البارحة في تمام الساعة الثانية عشرة، وقع زلزال قوي في الميناء. استمر لمدة 5 دقائق؛ عاد في الربع التالي من الساعة، وتبعه اهتزازات أخرى، لم تكن مطولة بنفس القدر. كل هذا أربك وأفزع سكان المنطقة… بعد رعب الزلزال، بدأت حركات في البحر على شكل مد وجزر غير عادية، الأولى (على الأفقية) من 40 إلى 50 مترًا (من 60 إلى 60 فارة)، والثانية تقريبًا من 15 إلى 20 مترًا (من 20 إلى 25 فارة). أُجبرت إحدى السفن، التي كانت تتحمل مؤنًا في الميناء، على التراجع إلى الخليج لأغراض السلامة”.
هذه الوقائع، والتي اقتُبِست من المرجع رقم 415، تعطينا فكرة واضحة عن رعب الكارثة التي ضربت هذه المنطقة في ذلك الزمن البعيد. فالزلازل والتسوناميات، برغم مرور القرون، تظل ظواهرا قوية ومدمرة تترك آثارا مدمرة في أماكن تأثيرها، وتذكرنا بقوة طبيعة الكوكب وضعف البشرية أمامها.