زلزال وبركان في جزر فانواتو

في عام 1863، وتحديدًا في السابع عشر من شهر أغسطس، شهدت جزر فانواتو في المحيط الهادئ حدثًا طبيعيًا هز الأرض وأثر على المنطقة بشكل كبير. وقد سجلت المصادر أن هذا الحدث كان نتيجة لزلزال بلغت قوته 7.5 درجة على مقياس ريختر، مما أدى إلى حدوث تأثيرات واسعة النطاق وخطيرة.

تفاصيل الحدث تشير إلى أن الزلزال لم يكن فقط هزة تحت الأرض لا مفر منها، بل كانت سلسلة من الهزات المتتالية، حيث سجلت هزة ضعيفة في الخامس عشر من أغسطس، وكانت هناك هزة أخرى ملحوظة في السابع عشر من الشهر نفسه، في تمام الساعة الثامنة مساءً بالتوقيت المحلي. هذه الهزة تسببت في اضطراب كبير في أجهزة المراقبة الفلكية، حيث شهدت أنابيب الأدوات الفلكية تأرجحًا تشنجيًا كبيرًا، كانت الأمواج الشمالية – الجنوبية أكبر من الأمواج الشرقية – الغربية.

وما لبثت أن وصلت أخبار عن احتمال ارتباط الهزات بثورة بركانية على جزيرة تانا، حيث أفادت تقارير أن البركان قد ثار وغطت الحمم نصف الجزيرة، مما تسبب في وقوع عدد كبير من الضحايا بين السكان. وقد أشار قبطان إنجليزي على متن إحدى القوارب الصغيرة إلى أن موجة كبيرة ضربت سواحل جزيرة إرومانغا المجاورة، حيث تسببت في حدوث حركة بحرية غير عادية، مما أدى إلى تقلبات كبيرة في مواقع رسو القوارب ووضعتها في خطر محدق. ولكن لم يكن بالإمكان الحصول على معلومات دقيقة عن الأضرار الناجمة عن هذه الموجة، نظرًا لعدم قيام القوارب بالرسو على الشاطئ.

وبحسب مدير مرصد الفلك في بور دو فرانس، فإن الهزة الأرضية التي وقعت في سبتمبر تأثرت بها بشدة منطقتي كانالا وفاجاب، بينما لم تلاحظ أي تقلبات في مستوى سطح البحر على سواحل نيو كاليدونيا.

ومن المهم جدا أن نلاحظ أنه في ذلك الوقت لم يكن هناك وجود لأوروبيين في جزر نيو هيبريديس، وبالتالي لم تكن هناك تقارير كتابية يمكن الحصول عليها عن الزلزال وثوران البركان من تلك الجزر.