تجلب الذكريات البحرية من الأحداث الطبيعية التي شهدتها منطقة ماكواتا في عام 1884 مشاهداً حية ومخيفة لتأثير الزلزال الذي هز الأرض وأحدث اضطراباً هائلاً في المحيط. تقارير المراسلين تصف الحدث بتفاصيل مدهشة، حيث يظهر الزلزال بوضوح في سجلات الزمان، كانت الأرض تتحرك كالموج من الشرق إلى الغرب مرفقة بصوت مدوي يشبه صدى انفجار الديناميت تحت الماء. كانت الصدمة شديدة للغاية، تجاوزت بكثير كل الهزات التي شهدها سكان فيجي خلال سنوات طويلة. ففي اليابسة، شعر الجميع بالهزة، بينما في البحر، أحدث الزلزال اضطرابًا هائلاً، حيث قفزت الأسماك من الماء إلى الأعماق الأكبر، كما أنه كان كافيًا لتشقق أساس منزل مراسل الأخبار، حيث وصف تأثيره على منزله بتشقق الأساس الخرساني في مكانين. وعلى الرغم من تكرار تلك الزلازل على مر السنين، فإن هذا الزلزال الأخير كان مميزًا بسمة مميزة، إذ لم يرافقه أي تغير ملحوظ في حركة المد والجزر على الرغم من أن البحر كان في حالة تقريبية لارتفاع المد، وهو ما يثير الدهشة خاصة مع الظروف الجوية الهادئة والرياح الشرقية الخفيفة التي كانت تهب في تلك الأوقات. تلك اللحظات تحمل في طياتها قصصًا من التحدي والخوف والتضامن، تاركة خلفها آثارًا تاريخية تشير إلى عجائب الطبيعة وقدرتها الهائلة على تحول وجه الأرض وحياة سكانها.
0