في عام 1831، وعلى شاطئ “باي الفقر” في الجزيرة الشمالية لنيوزيلندا، وُثّقت سلسلة من الأحداث الطبيعية التي أثرت بشكل كبير على البيئة والسكان المحليين. كانت تلك الفترة مميزة بالنشاط الزلزالي، حيث شهدت العديد من الهزات الأرضية القوية والتي تركزت بشكل خاص في منطقة “باي الفقر” والمناطق المجاورة لها. يُذكر في السجلات أن في إحدى الصباحات، وأثناء تجول أحد الأشخاص على شاطئ “باي الفقر”، وقعت هزة أرضية قوية تقريباً أسقطته على الأرض، متأرجحاً بشدة وتسببت في اهتزاز الأشجار من جذورها وحتى رؤوسها، بالإضافة إلى تكوين موجة بحرية ضخمة على سطح البحر. وعلى الرغم من أن الشخص الذي شهد الحدث قد ربطه بثورة بركانية، إلا أن وصفه للأحداث بشكل واضح يشير إلى حدوث زلزال، بشدة تقدر بما لا يقل عن MM6-MM7.
وبالرغم من ترتبطه بثورة بركانية، يوضح الوصف أن الزلزال والموجة البحرية الضخمة حدثتا في فترة زمنية قصيرة، مما يشير إلى حدوثهما من مصدر محلي أو بسبب تأثير موجات سطحية ناجمة عن زلزال أكبر قدراً وأبعد مسافة. ومع ذلك، فإن الاهتزازات السطحية غير مرجحة على الساحل المفتوح، إلا داخل الموانئ أو المناطق المحصورة، والتي من غير المرجح أن تؤدي إلى تكوين موجة بحرية “ضخمة” كما ورد في الوصف. وهذا يشير إلى وجود مصدر زلزالي محلي ضمن وقت سفر قصير للتسونامي (<30 دقيقة)، ربما على بعد حوالي 50 كم من جيزبورن.
ومن المعروف أن زلازل تسونامية مثل أحداث مارس ومايو من عام 1947 (انظر المرجع #5324) قد حدثت على هذا الجزء من الساحل، مما يجعل تحديد قوة الزلزال المناسبة لإثارة تسونامي وتواجدها بمسافة قريبة لوصولها في وقت قصير، ولكن بقوة كافية لتسبب اهتزازات معتدلة أمرًا معقدًا. ومع ذلك، لا تشير المعلومات إلى وقوع زلزال كبير على واجهة صفيحية يزيد مقداره عن 8 مع اهتزازات شديدة.
ووفقًا لما ورد في “قاموس السير الذاتية لنيوزيلندا” المجلد 1، فقد وصل بيرنز إلى نيوزيلندا لأول مرة حوالي عام 1830، وعاد بعد فترة قصيرة من فبراير 1831 كتاجر في ماهيا أو بالقرب منها. وفي أوائل عام 1832، انتقل إلى داخل “باي الفقر”، حيث بقي لبضعة أشهر فقط، ثم انتقل إلى “باي طولاغا” حيث بقي حتى أكتوبر 1834، عندما غادر نيوزيلندا نهائيًا. وهذا يشير إلى أن الزلزال وقع بين عامي 1831 و1834، وليس بين عامي 1832 و1838 كما اقترحت دراسات سابقة. ولم يقتصر نطاق التواريخ على الفترة التي قضاها بيرنز في “باي الفقر” فقط، حيث كان قد ربما سافر إليها من ماهيا أو “باي طولاغا”.
تم تخصيص درجة صحة 3 للحدث التسونامي.