في السابع من سبتمبر من عام 1882، هز زلزال بقوة 7.9 درجات على مقياس ريختر منطقة باناما، حيث شهدت العديد من المدن في الجوار مثل ريفاس وغرايتاون في نيكاراغوا، وبوينافنتورا وكارتاخينا في كولومبيا، وماراكايبو في فنزويلا، وغواياكيل في الإكوادور هذا الزلزال القوي الذي تبعه انهيار أرضي، مما تسبب في كسر الكابل البحري بين كولون وجامايكا، مما يشير إلى وقوع انهيار قاعي قد يكون ناتجًا عن الزلزال. وتأثرت سواحل سان بلاس في شمال باناما بموجة تسونامي بارتفاع 3 أمتار، مما أدى إلى غرق ما بين 75 و 100 شخص.
وفي الساعة الثالثة صباحًا بالتوقيت المحلي، شهدت باناما زلزالاً أقوى مما سبق، حيث رافقه موجات تسونامي شاهدت من باناما إلى غواياكيل، وعلى الرغم من قلة الأدلة، يُفترض أن حدث زلزالان: واحد في باناما ونيكاراغوا، والآخر في كولومبيا.
تعرضت مدينة باناما لدمار شديد، وقُتل العديد من الأشخاص، كما شهدت الجزر أثراً للتسونامي، مع كسر الكابلات البحرية، وتضرر المدن الساحلية، بما في ذلك كولون، وشعر السكان في نيكاراغوا حتى غريتاون، وشمال كولومبيا وفنزويلا حتى كاراكاس بالهزة الأرضية.
وفي سان بلاس، شمال باناما، تعرضت الجزر لموجة تسونامي كبيرة، أسفرت عن مقتل حوالي 65 شخصاً، حيث جرفت مياه التسونامي القرى المبنية على الشواطئ وأودت بحياة العديد من السكان.
وفي أكتوبر من نفس العام، نشرت صحيفة “ستار وهيرالد” في مدينة باناما تقريرًا يحتوي على شهادات من سكان الجزر، حيث وصفوا كيف أن المد والجزر حدثت أربع مرات في اليوم، وكان الدمار الأكبر جراء الموجة الثالثة، حيث جرفت القرى وأودت بحياة أكثر من 40 شخصًا، ودمرت المنازل في عدة مناطق، وفقد الناس ممتلكاتهم ومعوناتهم.
وبالرغم من أن البحر كان هادئًا نسبيًا في كولون، فإن مقياس المد والجزر لشركة القناة المحيطية سجل تسونامي بارتفاع يصل إلى 62 سم، وفي ميغيل دي لا بوردا، ارتفعت المد وفاضت على المنازل الساحلية. وبسبب الانخفاض الشديد في المنطقة، لا يمكن تقدير تأثير التسونامي في ميغيل دي لا بوردا بدقة. وتم كسر الكابل البحري بين كولون وجامايكا خلال الزلزال.