في عام 1833، خلفت سلسلة من الزلازل والتسوناميات الهائلة في منطقة البحر الأبيض المتوسط أثراً مدمراً في البلقان، تحديداً في منطقة ألبانيا. يُعد زلزال الذي وقع في خليج فلوري (فالونا) في 18 أو 19 يناير 1833 من بين أبرز الأحداث التي سجلت تلك الفترة. وفقًا لرواية ميهايلوفيتش، بلغت شدة الزلزال المدمر في فلوري من الدرجة الأولى حتى العاشرة في مناطق مختلفة، من فلوري إلى جزيرة سازانيت، ومن كانينا إلى نارتا، وشموختينا، وفيلكان، وكارابورون، وتيبيلين، وبيستاني، وماريكاي، وفاسياري، وكليسورا، وتوراني، ودوكاي، وهلم جرا. شهدت جزيرة سازانيت فيضانات بحرية كبيرة وتأثرت فلوري بالتسونامي.
كان لزلزال 19 يناير 1833 تأثيرات مميتة على سواحل ألبانيا وجزيرة سازينو. بلغت شدة الزلزال 6.5 وتم تصنيفه بالدرجة الثامنة من حيث الشدة. كان التسونامي الذي أعقب الزلزال ذو شدة 3 وقد تسبب في فيضانات قوية. وفي تسجيل آخر، وثق زلزال آخر في 19 يناير 1833 في ألبانيا، حيث بلغت شدته 6.4 وأحدث تدميراً جسيماً في جنوب ألبانيا (فالونا)، وشعر به أيضًا في إيطاليا مع حدوث أضرار طفيفة في ليتشي ومونتيبارانو. وقد تسبب التسونامي في فيضان جزيرة ساسينو.
تتجلى الأحداث المروعة التي شهدتها ألبانيا في يناير 1833 كنقاط ساطعة في تاريخ الزلازل والتسوناميات، مما يجسد تأثير القوى الطبيعية الهائلة والقاتلة على الحياة والممتلكات البشرية في تلك الفترة الزمنية. إن توثيق هذه الأحداث يسلط الضوء على ضرورة التحضير والوقاية من مثل هذه الكوارث في المستقبل، بهدف حماية السكان والبنية التحتية وتقليل الخسائر البشرية والاقتصادية المحتملة.