كيفية زراعة النجيل: دليل شامل لتحقيق المسطحات الخضراء المثالية

تُعد زراعة النجيل من العمليات الزراعية الأساسية التي تضفي على الحدائق والمتنزهات والملاعب مظهراً جمالياً متناسقاً وحياة بيئية متوازنة، فهي ليست مجرد إضافة جمالية بل تسهم في تحسين جودة الهواء وتقليل درجات الحرارة المحلية، كما تلعب دوراً في تثبيت التربة ومنع تعريتها. ويتطلب الحصول على نجيل صحي وكثيف الالتزام بأسس علمية دقيقة تبدأ من اختيار النوع المناسب مروراً بتجهيز التربة وصولاً إلى عمليات العناية المستمرة.

في هذا المقال، سيتم تناول خطوات زراعة النجيل بالتفصيل بدءاً من التحضيرات الأولية وحتى مراحل العناية المستدامة، مع التركيز على العوامل البيئية، وأنواع النجيل، والتحديات المحتملة، مما يجعل هذا المقال مرجعاً شاملاً لكل من يرغب في تحويل أرض قاحلة إلى بساط أخضر نابض بالحياة.

أولاً: التعريف بالنجيل وأنواعه

النجيل هو نوع من الأعشاب المعمرة التي تنمو لتكوّن غطاءً نباتياً كثيفاً يغطي الأرض ويستخدم في تنسيق الحدائق والملاعب والمسطحات الخضراء. وتتميز جذوره بالتفرع الأفقي (الجذامير أو الريزومات) أو السيقان الزاحفة التي تمكّنه من تغطية الأرض بسرعة.

أنواع النجيل الأكثر شيوعاً:

ثانياً: العوامل البيئية المؤثرة في نجاح زراعة النجيل

زراعة النجيل تعتمد على توافق عدة عوامل طبيعية وإنشائية، تؤثر مجتمعة في نجاح عملية الإنبات والنمو السليم:

• الضوء: تحتاج معظم أنواع النجيل إلى شمس مباشرة لا تقل عن 6 ساعات يومياً. بعض الأنواع تتحمل الظل جزئياً مثل نجيل الفيسكيو.

• درجة الحرارة: النجيل الدافئ ينمو بشكل أفضل في درجات حرارة بين 25 إلى 35 درجة مئوية، أما البارد فيفضّل درجات أقل من 25.

• نوع التربة: أفضل تربة للنجيل هي الطميية الرملية ذات التصريف الجيد. التربة الثقيلة (الطينية) تحتاج إلى تحسينات.

• الرطوبة: النجيل يحتاج إلى رطوبة منتظمة خاصة خلال فترة الإنبات، ولكن الإفراط في الري يؤدي إلى أمراض فطرية.

• التهوية: التربة المضغوطة تعيق الجذور وتسبب تلف النجيل، لذلك يجب تهويتها دوريًا.

ثالثاً: خطوات زراعة النجيل بالتفصيل

1. اختيار النوع المناسب

تُعد الخطوة الأولى في زراعة النجيل هي اختيار النوع المناسب حسب طبيعة المناخ، الغرض من الزراعة، ومدى تعرض المنطقة لأشعة الشمس، فمثلاً:

• للمناطق الحارة والمشمسة: نجيل برمودا أو الزويسيا.

• للمناطق الباردة: نجيل الفيسكيو أو الريغراس.

• للمناطق الظليلة: الفيسكيو هو الأفضل.

2. تجهيز الأرض

حرث التربة:

يُفضل حرث التربة على عمق 20-30 سم لتفكيك الطبقة السفلية وتحسين تهويتها، ما يسهل من تمدد الجذور.

إزالة الشوائب:

يجب إزالة جميع بقايا النباتات والحجارة والأعشاب الضارة القديمة، لأنها تعيق نمو النجيل الجديد.

تحسين التربة:

• يمكن خلط التربة بالرمل لتحسين التصريف في الأراضي الطينية.

• يمكن إضافة الدبال أو السماد العضوي لزيادة خصوبة التربة.

• يُنصح باستخدام مخصبات الفوسفور والبوتاسيوم لدعم النمو الجذري.

3. تسوية الأرض

تُسوّى التربة باستخدام مشط الحديقة أو الأسطوانة لضمان سطح مستوي يمنع تجمع المياه في الحفر، ما يسبب تعفن الجذور.

4. طريقة الزراعة

أ) الزراعة بالبذور:

• تُنثر البذور بالتساوي على التربة باستخدام اليد أو الناثرة.

• يُغطى السطح بطبقة خفيفة من الرمل أو التربة الناعمة (0.5 سم تقريبًا).

• يجب ريّ التربة مباشرة برذاذ خفيف دون غسل البذور.

ب) الزراعة بالألواح (الرولات):

• يتم فرش ألواح النجيل الجاهز على الأرض المجهزة.

• يجب لصق الألواح ببعضها دون وجود فراغات.

• يتم الضغط على الألواح بأسطوانة ثقيلة لضمان الالتصاق الجيد بالتربة.

رابعاً: الري والعناية بعد الزراعة

الري:

• الأيام الأولى: يجب ري التربة مرتين يوميًا في الصباح والمساء، لتبقى رطبة باستمرار.

• بعد الإنبات: تقليل عدد مرات الري تدريجياً، والاعتماد على الري العميق لتشجيع الجذور على التمدد.

• في فصل الصيف: يجب تكثيف الري للحفاظ على رطوبة التربة.

القص:

• أول قص يتم بعد وصول النجيل إلى ارتفاع 7-10 سم.

• لا يُقص أكثر من ثلث طول النبتة دفعة واحدة.

• يتم القص بشكل دوري للحفاظ على كثافة النجيل ومنع نمو الحشائش الضارة.

التسميد:

• استخدام سماد نيتروجيني خفيف بعد مرور 4-6 أسابيع من الزراعة.

• يُكرر التسميد كل 6-8 أسابيع خلال موسم النمو.

التهوية:

• يتم عمل ثقوب صغيرة في التربة باستخدام آلة تهوية أو شوكة لزيادة دخول الأوكسجين إلى الجذور.

• يُنصح بالتهوية مرتين سنويًا (الربيع والخريف).

خامساً: مكافحة الأعشاب الضارة والآفات

الأعشاب الضارة:

• تقليلها يبدأ من تحضير التربة الجيد قبل الزراعة.

• القص المنتظم يقلل من فرص نموها.

• في حال انتشارها، يمكن استخدام مبيدات عشبية انتقائية بعد استقرار النجيل.

الآفات والأمراض:

من أبرز الآفات التي تصيب النجيل:

• الدود القارض والديدان البيضاء: تسبب ذبولًا مفاجئًا، ويجب مكافحتها بمبيدات مناسبة.

• الأمراض الفطرية: مثل البقع البنية أو الفطر الأبيض، وتنتج عن زيادة الري وسوء التصريف.

سادساً: الجدول الزمني للعناية بالنجيل

سابعاً: التحديات الشائعة في زراعة النجيل

• إنبات غير متجانس: ينتج عن توزيع غير متساوٍ للبذور أو تفاوت في الري.

• ظهور بقع جافة: غالباً نتيجة سوء توزيع المياه أو وجود مناطق مضغوطة.

• تغير لون النجيل إلى الأصفر: قد يدل على نقص عناصر غذائية أو وجود أمراض فطرية.

• انتشار الأعشاب الغازية: بسبب ضعف النجيل أو تقصير في القص المنتظم.

ثامناً: فوائد وجود النجيل الطبيعي

• تحسين جودة الهواء: النجيل يمتص ثاني أوكسيد الكربون ويطلق الأوكسجين بكثافة.

• تبريد البيئة: المسطحات الخضراء تقلل درجات الحرارة المحيطة بمعدل 3 إلى 5 درجات مئوية.

• منع تعرية التربة: يعمل النجيل كمثبت طبيعي لسطح الأرض.

• امتصاص الضجيج: يساهم في تقليل الضوضاء في المناطق الحضرية.

• تحسين المظهر العام: يعطي للحديقة أو المساحات المفتوحة رونقاً طبيعياً يجذب الأنظار ويعزز الصحة النفسية.

المصادر

1. FAO – Food and Agriculture Organization – Guidelines for turfgrass management

2. Texas A&M Agrilife Extension – Turfgrass Establishment and Maintenance