“المتنافس: ريتشارد نيكسون: سنوات الكونغرس، 1946 إلى 1952”
تعدّ هذه السيرة الذاتية لريتشارد نيكسون، التي ألّفها إيرفين إف. جيلمان، مصدرًا استثنائيًا يكشف لأول مرة عن الشخص الحقيقي وراء الرجل المعروف بـ “تريكي ديك”. الذي يُعتبر في الوقت الحالي أعظم شرير في تاريخ السياسة الأمريكية. يظهر نيكسون في بدايته الرائعة كمتسابق ذو مبادئ وعضو دقيق الضمير في الكونغرس. ومن المؤسف أن يتم إعادة تقييم حقيقي لفترة ريتشارد نيكسون المبكرة – أعوام الكونغرس – بعد وفاته في عام 1994. فقط بعد ذلك، تمكن إيرفين إف. جيلمان، الذي نال ترشيح جائزة بوليتزر، من الحصول على وصول وثائقي لم تحظَ به مؤلفو السير السابقون عن نيكسون إلا في أحلامهم. أصبح جيلمان أول مؤرخ يحظى بوصول كامل وغير مقيد إلى ملفات حملات عام 1946 و1948 و1950 في الأرشيف الوطني؛ وورق الجلسات التنفيذية للجنة النشاطات الغير أمريكية في الكونغرس؛ وكل وثيقة مؤرخة حتى يوليو 1952 في مكتبة وموقع ميلاد نيكسون. وبشكل عام، قام جيلمان بفحص ملايين الصفحات في العديد من المجموعات، حيث أن غالبية هذه المواد لم تستخدم أبدًا من قبل.
أظهرت أبحاث جيلمان أن الكثير من العمل الذي قام به على نيكسون لم يكن فقط يعتمد على معلومات ناقصة ولكن كان خاطئًا. فالأسطورة المتعلقة بـ “تريكي ديك” كانت تقريبًا سلسلة من الأساطير. على سبيل المثال: لم يقم “اللجنة المئوية” بشراء فوز نيكسون في عام 1946 على جيري فورهيس. ولم يفسد نيكسون بشكل غير عادل سمعة هيلين جاهاجان دوغلاس. ولم يكن هناك تمويل سري لحملته إلى مقعد الكونغرس في عام 1950. ولم يتفوق نيكسون على مكارثي في لجنة النشاطات الغير أمريكية. وأخيرًا، كان نيكسون مخلصًا لإيرل وورن في اجتماع الحزب الجمهوري عام 1952 – لم يكن هناك صفقة سرية للنائب الرئاسي. كما يظهر جيلمان بشكل لا يقاوم، بأنه تم بناء كل هذه الأساطير على تخمين أو مصادر غير دقيقة.
إذاً، من هو الريتشارد نيكسون الحقيقي؟ أعطى غيره من المؤرخين تلميحات مخيفة واتهامات غامضة بالسلوك المالي والأخلاقي. ولكن جيلمان يظهر بشكل مغاير، والدليل في التفاصيل. في عام 1946، استخدم نيكسون توفيراته الخاصة في حملته الانتخابية. وفي عام 1950، وبتشغيل ميزانية في الستة أرقام – عالية للعصر، ولكن أقل بمرات عديدة من تقديرات أخرى – استفاد من فوز منافسه في الانتخابات التمهيدية. وماذا عن التنديد بالشيوعيين؟ في لجنة النشاطات الغير أمريكية، كان نيكسون معتدلًا حاز على إعجاب الجميع للحيادية في تعامله. وخلف الكواليس، نصح مكارثي بتجنب التجاوزات.
حتى خلال النجاح الرائع لسنوات كونغرس نيكسون، هناك بعض الانحرافات الحينية في الحكم. ولكن كما يظهر جيلمان، كانت البراءة والطاقة – وليس الخداع – هما ما جعلت ريتشارد نيكسون الشاب الذي يمكننا أن نعجب به بلا حدود. إليك نصر السنوات الأولى لشاب نجح بشكل لا يشوبه شائبة في التحديات مرة بعد مرة. إليك صعود ريتشارد نيكسون، من لا أحد إلى نائب الرئيس، مما يجعل جميع السير الذاتية السابقة قديمة الطراز. إليك نيكسون الذي ستتذكره التاريخ الآن.”