في رواية “ذا ستارجيزي”، التي كُتبت بواسطة مارثا غرايمز، يُقدم للقارئ تجربة فريدة وغامضة في أحداث تندرج تحت خيوط الرواية البوليسية والتشويق. تأتي القصة في شهر نوفمبر، حيث يجسد البطل الرئيسي، ريتشارد جوري، شخصية مكتئبة تقوم برحلة عشوائية على إحدى حافلات لندن الطابقين الشهيرة، الرقم 14، التي تجوب طريق فيولهام. يتنبه انتباهه إلى امرأة ذات “شعر شبيه بالضوء القمري”، ترتدي معطف فرو، وتصعد الحافلة أمام حانة تُدعى “ذا ستارجيزي”.
تثير تصرفات المرأة فضول جوري، حيث تغادر الحافلة، ثم تعاود الصعود، وتتركها مرة أخرى. يقرر جوري متابعتها حتى بوابات قصر فيولهام، حيث يتوقف عند هذا الحد. في وقت لاحق، يتساءل عما إذا كان بإمكانه تجنب الحادث الذي وقع في الحديقة المحاطة بقصر فيولهام، وإذا كان ذلك قد سبب وفاة أخرى في نادي لندن المعروف باسم “بورينجز”، وهو نادي رجالي تقليدي يترأسه ميلروز بلانت، الصاحب العجوز ذو الشخصية الفاتنة.
قبل أن يتوصلا جوري وبلانت إلى فهم الارتباط بين هذه الجرائم، يتعاملان مع تداخل وتأثير مجموعة متنوعة من الشخصيات الغريبة التي عادةً ما تظهر في روايات مارثا غرايمز: ثيو رين براون، الذي يحاول إغلاق مكتبة لونغ بيد؛ عائلة كريبس التي تحاول إفشال الحضارة؛ وديان ديمورني، الكاتبة الجديدة لعمود التنجيم في جريدة “سيدبري ستار”، التي تحاول إيقاف السماء.
تتسم الرواية بأسلوب كتابي مميز وتشكيل مثير للأحداث، مما يجعلها تندرج في فئة الأدب الروائي والغموض التقليدي. تمتزج القصة بشكل متقن بين لحظات التشويق والغموض، وتقدم معلومات غنية تجعل القارئ يتسلل إلى أعماق الحبكة الروائية بشكل مثير وفي نفس الوقت مثقل بالتفاصيل. يُضفي الكتاب نكهة خاصة على عشاق الروايات البوليسية التقليدية، ويترك بصمة لا تُنسى في عقول القراء.