“داد” هي رواية كتبها ويليام وارتون، ونُشرت لأول مرة في مايو 1981 بواسطة دار النشر ألفريد أ. كنوبف. تتناول هذه الرواية موضوعات عائلية حساسة ومعقدة، حيث تجد شخصية جون تريمونت نفسها عالقة بين جيلين مختلفين من أسرته: ابنه الذي ترك الجامعة وعاجلته الحياة، ووالده العجوز الذي أصبح غير قادر على التعامل مع متطلبات الحياة اليومية.
تبدأ القصة عندما يُستدعى جون تريمونت إلى منزل والديه بسبب تعرض والدته لنوبة قلبية. في الخمسينات من عمره، يجد جون نفسه في موقف غير معتاد؛ إذ يجب عليه أن يتولى مسؤولية رعاية والده العجوز، الذي يعاني من الضعف وعدم القدرة على التأقلم مع حياته بمفرده بعد مرض زوجته.
تتطور الرواية لتصبح دراسة متعمقة حول العلاقات العائلية وما يطرأ عليها من تغيرات مع مرور الزمن. من خلال سرد الأحداث والتفاعلات بين الشخصيات، يستكشف وارتون المشاعر المتناقضة التي يشعر بها جون، بين حبه وولائه لأبيه ووالدته، وبين شعوره بالعجز والتردد أمام التحديات الجديدة التي يفرضها عليه وضعهما الصحي المتدهور.
تجسد الرواية بشكل مؤثر معاناة الجيل الوسيط، الذين يجدون أنفسهم مضطرين إلى التوفيق بين رعاية الآباء المسنين وتربية الأبناء الشباب. يعكس وارتون ببراعة الفجوة الجيلية والضغوط النفسية التي تنجم عنها، وكيف يمكن لهذه الضغوط أن تؤثر على العلاقات العائلية بطرق غير متوقعة.
بالإضافة إلى التناول الدرامي للحياة العائلية، تقدم رواية “داد” نظرة عميقة على عملية الشيخوخة وما يرافقها من تحديات نفسية وجسدية. يصف وارتون بواقعية تفاصيل الحياة اليومية لأفراد الأسرة، ويعبر عن مشاعر الخوف، والحزن، والفرح، والتضحية التي تميز تلك المرحلة من الحياة.
نجحت رواية “داد” في جذب القراء بفضل أسلوب وارتون السلس والواضح في الكتابة، وقدرته على نقل المشاعر الإنسانية بأدق تفاصيلها. كما أنها تطرح تساؤلات فلسفية حول معنى الحياة والشيخوخة، وتدعو القراء إلى التفكير في كيفية تعاملهم مع أقربائهم المسنين، وكيف يمكن للحب والتفاهم أن يساعدا في تجاوز أصعب الأوقات.
تُعد هذه الرواية عملاً أدبياً غنياً بالعواطف والرسائل الإنسانية، وقد لاقت استحساناً واسعاً من القراء والنقاد على حد سواء. إن قدرة وارتون على تصوير الواقع الحياتي للأسر بطريقة مؤثرة وجذابة جعلت من “داد” رواية خالدة تستمر في لمس قلوب القراء عبر الأجيال.