في روايته الرائعة “الحمير”، يقدم الكاتب توفيق الحكيم للقراء عملاً أدبياً استثنائياً يتجلى فيه الفن الروائي بأسلوبه الفريد والمميز. كما هو الحال في كتاباته المسرحية السابقة، يتقن الحكيم في هذا العمل استخدام “الرمز” بطريقة فنية بديعة، حيث يتحدث وكأنه لم يقل شيئًا على الإطلاق، ولكن في الحقيقة، ينقل رسائله الإنسانية وتأملاته في النظم الاجتماعية والسياسية بشكل بارع.
تعكس نصوص الحكيم الدهاء والذكاء، حيث يستخدم المثل الشعبي اللماح “الحدق يفهم” ليعبر عن تفهمه العميق للواقع وقدرته على إيصال رسائله بشكل ذكي. يتناول الحكيم في “الحمير” قضايا إنسانية واجتماعية بطريقة مدهشة، تثير الخيال وتمتع الوجدان وتطرب النفس.
عبر صفحات هذا العمل الأدبي الرائع، يعلمنا الحكيم أن جوهر شعبنا دائمًا سليمًا، لم يمسه الزمن، وأن معدنه نفيس وقوي. يبرز الكاتب أهمية الجوهر الخالد والمعدن النفيس في مواجهة الزيف، مشيرًا إلى أنه لا يمكن الدفاع عن الصحة بالتستر على المشاكل والتحديات التي تواجهها المجتمعات.
وكما أنه لا قيمة لحياة بلا وعي، يعلمنا الحكيم أن الدفاع عن سلامة المستقبل يتطلب الكشف عن كل ما قبله، وهذا هو الدرس الأهم الذي ينقله لنا من خلال نصوصه المدهشة. يتغنى الكاتب بقراءة واعية لهذا العمل الأدبي الرائع من خلال هذه الطبعة الجديدة من “الحمير”، التي تضيف قيمة إضافية للمحتوى الثقافي والأدبي.
تمتد صفحات هذا الكتاب على 132 صفحة، وقد صدر في عام 2017 عن دار الشروق في مصر، ويتميز بغلاف ورقي يلفت الانتباه. يندرج الكتاب تحت فئة الأدب والخيال، وتحديداً في فرع المسرحيات، مما يعكس تنوع الأسلوب الأدبي لتوفيق الحكيم وقدرته على استعراض الواقع بطريقة فريدة ومثيرة للاهتمام.