رواية “التطواني”، التي ألفها الكاتب محمد الصفتي، تعد قطعة أدبية فريدة تأخذنا في رحلة خيالية مثيرة ومليئة بالغموض. يبدأ السرد بلحظة لا تُنسى حينما انطفأت الشمعة في وسط التورتة العملاقة، وفي ذلك اللحظة يتم تشكيل هالة ساحرة تلتف حول الجمع الحاضر بينما يكون “يا جميل” هو الشخص الأخير الذي يلتفت إليه الجميع.
وبينما ينتهي الجمع من التحية الأخيرة، تلاحظ ميادة الصغيرة، التي عيناها كتين في حرق هالة، كل تفاصيل اللحظة. تتسارع ذاكرتها لتستحضر تلك اللحظة بكل تفاصيلها، وترصد عيوب الحفل والغيرة تسيطر على قلبها حينما تتفحص فستانها الورديّ المبهر وتستمع إلى هتافات الحسد حول منزل أسرتها الأنيق وملذّات الحياة المجتمعة التي تشهدها على عرضكتين.
يعمل الكاتب على بناء أحداث الرواية ببراعة، حيث ينسج شبكة من الألغاز والتشويق تجذب القارئ وتحمله في رحلة مثيرة عبر صفحات الكتاب. يتميز الأسلوب السردي بالوصف الدقيق والغني، حيث يستخدم الكاتب اللغة ببراعة لينقل الأجواء والمشاعر بشكل ملموس، ما يضفي على الرواية طابعًا فنيًا استثنائيًا.
تتألق الشخصيات في رواية “التطواني” بعمق وتعقيد، حيث يرسم الكاتب لنا صورًا حية لكل شخصية، ويكشف عن نواحيها النفسية والعواطف المتنوعة. يظهر “يا جميل” كشخصية غامضة تحمل في داخلها أسرارًا خفية، في حين تبرز شخصية ميادة الصغيرة كمحور رئيسي للحب والغيرة، ما يضفي على الرواية عمقًا إنسانيًا.
تأتي الرواية بتنسيق يتضمن 248 صفحة، وقد رأى النور في عام 2015 عن طريق دار ن للنشر و التوزيع. يتميز الغلاف الورقي بجماليته ويعكس بشكل ملفت للنظر طابع الرواية وجوهرها.
في فئة الأدب والخيال، وتحديدًا في فرع الروايات، تتألق “التطواني” كعمل أدبي يجمع بين فنون السرد والتشويق. إنها ليست مجرد رواية، بل تعتبر تجربة أدبية تأخذ القارئ في رحلة فريدة من نوعها، محاطة بالألغاز والعواطف المتنوعة، مما يجعلها عملاً أدبيًا يترك أثرًا عميقًا في أذهان القراء.