في روايته الثانية المؤثرة “البلدات بلا أنهار”، يرسم مايكل باركر صورة واضحة لشابة عازمة على الهرب من ماضيها. بينما يعيد زيارة ترينت – المدينة الجنوبية التي وصفها بشكل مؤثر في روايته الأولى المشهود لها “مرحبًا هناك تحت” – يولي باركر اهتمامه لريكا سبايت، شخصية قوية الروح التي تجعلها تتحول إلى حياة بنفس الشغف كأي شخصية أنثوية في الأدب الأدبي المعاصر.
ريكا سبايت مصممة على اكتشاف عالم أوسع من البلدة الريفية التي تحكم عليها بقبضة شريرة تقريبًا. مُسلحة بلا شيء سوى حدسها الحاد وتعليم صعب الحصول عليه حصلت عليه أثناء فترة اعتقالها، تنجح ريكا في خداع طريقها إلى وظيفة تأخذها آلاف الأميال نحو الغرب. ومع ذلك، فإنها تبتعد عن الشخص الوحيد الذي يهمها، شقيقها الأصغر راندال. رابطتهما الخاصة دائمًا ما جعلتهما يبرزان عن بقية عائلة سبايت؛ يدرك ريكا أنها لا يمكن أن تكون سعيدة حتى يتمكن راندال من الهرب من تراث عائلتهما من الفقر والتحيز والإدمان على الكحول. لم تر ريكا راندال منذ أن تم إطلاق سراحها من السجن، وعليها أن تثق والدها برسالة تشرح فيها رحيلها – وكيف يمكن لراندال العثور عليها – على أمل أن يتبعها قريبًا.
هكذا تبدأ رحلة تأخذ ريكا من شمال كارولاينا إلى مونتانا إلى سياتل؛ من ترينت الرطبة إلى مناخات أبرد مما كانت تتخيله من قبل؛ من خلف قضبان السجن إلى معرض العالم؛ ومن سرير حبيبها الميت إلى أحضان رجل لا يمكنها نسيانه، مهما حاولت. خلال كل هذا، يكون راندال دائمًا في تفكيرها. على الرغم من أن العودة إلى ترينت تعني خطر كل ما حققته للهرب، تدرك ريكا أنها وشقيقها مرتبطان بقوة أقوى من الإرادة. ما لا تعرفه هو أن رحلات راندال الخاصة قد أدت به إلى مناطق أظلم حتى، وأن سعيه للعثور على الشقيقة التي تقلدها دائمًا قد يثبت أصعب مما يتوقع… الآن بما أن القوة الوحيدة التي يمكنه الاعتماد عليها هي قوته الخاصة.
في حكاية بارزة عن عزم امرأة حديدية على تحدي مصيرها الخاص، تكشف “البلدات بلا أنهار” عن عواقب تحمل حياتك في يديك الخاصة وعن مرونة مدهشة لروح الإنسان. يستكشف الروائي مايكل باركر واحدة من أعظم الصراعات في الأدب، ويطرح علينا في روايته الناجحة هل حقًا يجب أن يكون غياب الحب هو الثمن الوحيد للبقاء على قيد الحياة.