كتب أجنبية

رسالة من الأبد: قصة توأمين أصليين في رحلة البحث عن الهويّة والوحدة

“رسالة من الأبد: رواية عن حكمة السكان الأصليين”، هي مؤلفة من قبل مارلو مورجان، الكاتبة الشهيرة التي قدمت للعالم رسالتها السابقة “رسالة غريبة من تحت الأرض” والتي حققت نجاحاً كبيراً على مستوى العالم. تأتي هذه الرواية كمحطة مهمة تقدم للقارئ قصة تتناول مفهوم الإنارة الذاتية من خلال رحلة ثنائية لتوأمين أصليين تم فصلهما عن بعضهما البعض منذ الولادة، ليبحث كل منهما عن جذوره التي تجمع بينهما من جهات عالمية مختلفة.

تكشف مورجان مرة أخرى عن الرؤية الإلهامية للسكان الأصليين، مستعرضة بشكل دقيق معاناة شعب قديم يتجه نحو الانقراض نتيجة لأكثر من مئتي عام من التمييز النظامي. “رسالة من الأبد” تروي قصة توأمين أستراليين انفصلا عن والدتهما الشابة على يد رهبان مسيحيين. يتم إرسال الصبي إلى مزرعة غنم كبيرة حيث يكبر بدون إشراف بالغ وبدون مظاهر عشوائية من المحبة. يطور جيف، بمفرده، موهبته كفنان، ينتج أعمالًا فنية تتجاوز مستوى عمره الخمس سنوات. يتم تبني الصبي من قبل قس أمريكي وينشأ في نيو إنجلاند بدون أي فهم لهويته الحقيقية أو تراثه الثقافي. بينما تُعطى أخته اسم “بياتريس” فقط من قبل الراهبات في دار للأيتام في أستراليا، حيث تواجه التمييز المستمر وتعيش تجارب خسارة مدمرة لمدة ثمانية عشر عامًا من حياتها.

عندما تبلغ بياتريس سن البلوغ، تغادر الدار للعمل في بيت نزل. تشعر بياتريس بشغف لمعرفة المزيد عن جذورها الأصلية. تترك حياتها في المدينة وتتجه صوب الصحراء الشمالية، حيث تنطلق في رحلة “ووك أباوت” مع مجموعة صغيرة من السكان الأصليين. من ناحية أخرى، لا يسير الأمور على ما يرام بالنسبة لجيف في أمريكا. كفتى مراهقًا، يهرب من المنزل وينغمس في حياة الجريمة والكحول والاغتراب. تدمره إدماناته، ويجد نفسه في قفص الموت دون فهم واضح لكيف وصل إلى هناك. بعد عقود من التعرف على الناس في البيئة النائية، تترك بياتريس حياتها الرحبة لتصبح “راكضة بين عالمين”. تعود إلى العالم الغربي كناشطة سياسية تناضل من أجل حقوق السكان الأصليين الذين تم اعتقالهم وإدانتهم في بلدان أجنبية، فضلاً عن أن تكون مدافعة عن حقوق الكبار الذين تم اختطافهم من ثقافتهم الأصلية كأطفال.

تقدم حياتها لرسالة “من الأبد” إلى جيف، توضح فيها فلسفة السكان الأصليين ومبادئ العيش الصالح، إلى جانب عرض للعودة إلى أستراليا. وبينما نقرأ الرسالة مع جيف، يتحدانا لتمتد مفاهيمنا عن الهوية والروحانية، حيث يتجاوز الانفتاح حدود الظلم والتحلل، موجهيناً نحو عيش حياتنا وفقًا لقيم خالدة وحكمة بسيطة. الكتاب يتناول في فئة الرواية الأدبية، الفنية، وتم نشره بواسطة هاربر في يونيو 1998.”