في بداية رحلتي، بعد انتهاء امتحاناتي المدرسية كطالب في المدرسة الثانوية، وجدت نفسي متجهًا نحو عالم المونتاج، مهارة كانت قد تعلمتها منذ سنة تقريبًا، لكنني أدركت أنني قد نسيت بعض الأساسيات ولم يكن لدي تمكن كافٍ فيها. كانت لدي الرغبة الشديدة في تحسين هذه المهارة واستخدامها بشكل فعّال، لذا قررت الالتحاق بعدد كبير من دورات اليوتيوب باللغتين العربية والإنجليزية، سعيًا وراء تحصيل المزيد من المهارات، لاسيما في مجالات تعزز قدرتي على التواصل باللغة الإنجليزية والتسويق.
لم يكن فترة العطلة الصيفية فترة للتسلية واللعب بالنسبة لي، بل كانت فترة حثيثة للاستفادة من الوقت في تطوير نفسي ومهاراتي. وبعد مراجعة الأساسيات والتعمق في فنون المونتاج، أصبحت قادرًا على اعتبار نفسي “مونتير” أو “فيديو إيديتور”. في هذه المرحلة، قررت الانطلاق نحو الجانب المالي لهذه المهارة، وكان ذلك من خلال التسجيل في موقع “خمسات”.
كانت البداية صعبة وتتطلب صبرًا، ولكني أصررت على اتخاذ هذا الطريق. استفدت من تجارب متنوعة على اليوتيوب واكتسبت المزيد من المهارات. لم أكتف بالتعلم النظري فحسب، بل ذهبت إلى مواقع توفير محتوى بجودة عالية، حيث استفدت من فيديوهات مجانية ومتنوعة.
في خطوة مفاجئة، قررت تجربة حظي على “خمسات”. رغم أنني لم أكن أمتلك كاميرا أو هاتفًا ذكيًا بجودة عالية، إلا أنني استغللت مواقع مثل بيكسل وميكس كت للحصول على موارد بصرية جيدة. قمت بمونتاج إعلان وهمي لمتجر باستخدام مواد من هذه المواقع، واستمتعت بتحدّي جميع الظروف.
أقمت معرض أعمال بسيطًا وقدمت بعض الخدمات مجانًا لبناء تاريخي الاحترافي. لكن اللحظة الحاسمة جاءت عندما طلب أحد الأشخاص خدمتي دون مزيد من الاستفسارات. قدمت الخدمة بسرعة واحترافية، وفاجأته بجودة العمل والسرعة في التنفيذ. تم استلام العمل بشكل إيجابي، ورغم أنه لم يترك تقييمًا رسميًا، إلا أنه أشار إلى رضاه في مشروع آخر قدمته مجانًا.
هكذا بدأت رحلتي في عالم خمسات، حيث أصبحت لدي تقييم إيجابي ونماذج أعمال تعكس تطوري. ورغم بعض السلبيات في هذا الموقع، مثل اتساع نطاق الخدمات بأسعار رمزية، إلا أنها تجربة قيمة للمبتدئين. يُنصح بالبداية في مثل هذه المنصات لتكوين الخبرة وبناء الثقة. في الختام، تبقى رغبتي هي مشاركة هذه القصة كإلهام للآخرين وتشجيعهم على الاستفادة القصوى من فترات الفراغ في تحقيق تطلعاتهم وتحقيق أحلامهم.
المزيد من المعلومات
واصلت رحلتي في عالم خمسات بعزيمة أكبر، حيث بدأت ألملم المشاريع والتحديات الجديدة. قمت بتوسيع نطاق خدماتي وتحسين مهاراتي التواصل مع العملاء. تلقيت طلبات تتنوع بين المونتاج، وإنشاء الإعلانات، وتحرير المقاطع الفيديو، وكتابة النصوص، مما زاد من تنوع خبراتي وقدراتي.
كانت تجربة العمل على منصة خمسات فعّالة في تطوير مهارات العمل الحر وإدارة الوقت. اكتسبت القدرة على التفاوض وتحديد الأولويات بفعالية. وفيما كنت أقدم خدماتي بأسعار تنافسية، أدركت أهمية تحديد قيمتي الحقيقية وتقدير وقتي وجهدي.
في إطار رحلتي، تعاملت مع عملاء من مختلف أنحاء العالم، مما أضفى طابعًا دوليًا على عملي. كان التفاعل مع ثقافات متنوعة تحديًا إيجابيًا، حيث أصبح لدي فهم أعمق لاحتياجات وتوقعات العملاء من خلال التواصل الدائم.
رغم أن الطريق كانت مليئة بالتحديات، فإن نجاحي النسبي على هذه المنصة زاد من رغبتي في استكشاف أفق العمل الحر على نطاق أوسع. بدأت أفكر في التوسع إلى منصات أخرى مثل “مستقل” و”أب وورك” لاستكمال تطوري المهني وتوسيع دائرة عملائي.
في نظرة نقدية، لاحظت أن بعض العملاء يتوقعون خدمات ذات جودة عالية مقابل أسعار هامشية، وهو أمر يشكل تحديًا. ومع ذلك، كان لدي القدرة على تحويل هذه التحديات إلى فرص لتطوير مهاراتي وتحسين جودة الخدمات التي أقدمها.
في الختام، يمكن القول إن رحلتي على منصة خمسات لم تكن مجرد فترة من التجربة، بل كانت درسًا قيّمًا في بناء مسار مهني. ومع انطلاقي نحو المستقبل، أحمل معي الخبرة والثقة التي اكتسبتها، مستعدًا لمواجهة المزيد من التحديات والنمو المستمر.