في رحلة مثيرة عبر زمن ومكان، يأخذنا الكاتب ويلفرد ثيسكر في كتابه الرائع “عرب الأهوار” في رحلة خاصة إلى أعماق جنوب العراق، حيث عاش في أحضان الأهوار من نهاية عام 1951 حتى حزيران 1958. يقدم لنا ثيسكر نافذة فريدة للفترة الزمنية هذه، مشرقة بتفاصيلها الغنية والمشاهد التي ابتكرها في ذاكرته.
تأتي القصة كتحفة أدبية تتجسد في 342 صفحة، حيث يرصد الكاتب رحلته بشكل تفصيلي ومفصل، مستعرضًا الأوقات التي قضاها في تلك البيئة الفريدة والمعقدة. يكشف عن تفاصيل الحياة اليومية في الأهوار، وكيف تأثرت بالأحداث السياسية والاجتماعية التي كانت تجتاح العراق في تلك الفترة.
عام 1957 يظهر كنقطة تحول في رحلة الكاتب، حيث يستثني نفسه عن الحياة في الأهوار للمرة الوحيدة، مما يضيف بعدًا آخر لتجربته الفريدة. ينسج ثيسكر تفاصيل الحياة السياسية والاجتماعية في هذا السياق، مظهرًا كيف تتداخل الأحداث الكبيرة مع حياة الناس البسيطة.
صدر هذا العمل الأدبي الرائع عام 2019 عن دار دجلة ناشرون وموزعون، مترافقًا مع غلاف كرتوني يعزز جاذبية الكتاب ويجسد جمال الرحلة التي قطعها الكاتب في الأهوار. يُعتبر الكتاب جزءًا من فئة الكتب السياسية، تحديدًا في فرع العلوم السياسية، حيث يقدم للقارئ نظرة فريدة ومثيرة عن الواقع السياسي في تلك الفترة.
باختصار، يعتبر “عرب الأهوار” لوحة فنية رائعة تنقل القارئ عبر رحلة لا تُنسى في تاريخ وثقافة الأهوار الجنوبية، مكنزًا أدبيًا يستحق الاكتشاف والاستمتاع.