في قلب رحلة البحث عن الهوية والوجود، يروي كتاب “حكاية الأب الحزين” للكاتبة غيداء الغميز قصة فتى يُدعى فيصل. يأخذنا الكتاب في رحلة مليئة بالغموض والتشويق، حيث يصادف فيصل في إحدى المناطق البعيدة فتاة صغيرة تائهة، فتكون هذه اللحظة بداية الغموض والإثارة.
فيصل، الشاب الوحيد، يجد نفسه متشابهًا مع هذه الفتاة الصغيرة، لاحتراق الوحدة يجمعهما، وعلى الفور يقرر أن يأخذها معه في رحلته. وهنا يبدأ الكاتب في رسم صورة أدبية تتخللها الأحداث المشوقة، حيث يكتشف فيصل أن هذه القصة ليست مجرد تيه في منطقة بعيدة.
مع كل صفحة يقطعها القارئ، ينغمس في عوالم متوازية، حيث يتنقل فيصل بين الأماكن المختلفة، يمر بتجارب فريدة لا مثيل لها. تتخذ الرواية شكل حلقة أبدية، حيث يرى فيصل أطراف الأرض التي سمع عنها ولم يكن يتخيل وجودها. يتمازج الواقع بالخيال في رحلة مثيرة تكشف الكثير عن الذات والعالم من حولنا.
تأخذنا كلمات غيداء الغميز في هذا الكتاب في جولة حول العواطف والمشاعر، تربط الشخصيات بخيوط خفية لن يدركها القارئ إلا عندما يتابع كل تفاصيل هذه الحكاية الساحرة. بلغة رشيقة ووصف دقيق، تنسج الكاتبة الحبكة الروائية ببراعة، مما يجعل القارئ يعيش مع الشخصيات ويتفاعل مع أحداث القصة.
“حكاية الأب الحزين” تعتبر إضافة قيمة إلى عالم الأدب والخيال، حيث تتجلى مهارة الكاتبة في تقديم رواية تجمع بين الغموض والفلسفة، وتأخذنا في رحلة استكشاف لاكتشاف أعماق الذات ومعاني الوحدة. يأتي الكتاب بغلاف ورقي رائع يعكس جوهر الرواية، ويتم نشره عام 2019 بواسطة دار مدارك للنشر.
باختصار، “حكاية الأب الحزين” ليس مجرد رواية، بل هو عمل أدبي يستحق الاستكشاف والاستمتاع به، حيث تتجلى فيه مهارة الكاتبة في خلق عوالم فريدة وشخصيات لا تنسى، تترك في ذهن القارئ أثراً عميقاً وتفكرات تتسلل إلى عقله لفترة طويلة بعد إغلاق صفحات الكتاب.