في كتاب “أطراف الأرض: رحلة في فجر القرن الواحد والعشرين”، يقوم روبرت د. كابلان برحلة استكشافية من البلدان المدمرة في غرب أفريقيا والمعقل الأصولي في مصر وإيران إلى الأراضي المثيرة ثقافياً في آسيا الوسطى والهند وباكستان وجنوب شرق آسيا، بما لا يزيد كثيراً عن دفتر ملاحظات وحقيبة ظهر.
كانت نية كابلان هي التحقيق بشكل مباشر في تأثير انفجار السكان وتدهور البيئة في هذه البلدان ورؤية كيف تستجيب الثقافات المختلفة التي التقى بها لهذه التحديات. ولكن أثناء سفره، وهو يتحدث إلى تجار الأسلحة ووزراء الحكومة، وسادة الحرب وسكان الأحياء العشوائية، اكتشف أن المشكلة الحقيقية، في أماكن متباعدة مثل سيراليون وغرب الصين، هي عودة الصراعات الثقافية الطويلة الأمد وتفكك الحدود الوطنية حيث يعيد المناطق تعريف ذواتها على أسس عرقية وتاريخية.
تجارب كابلان على مستوى الأرض تسمح له بتجنب العموميات البالية حول صدام الحضارات واستبدالها بصور فردية للرجال والنساء الذين يقابلهم: مثل رافيغدوست، سائق خصوصي مخلص للغاية للخميني؛ وعلي عبد الرازق، حارس سد أسوان العالي؛ وآيشه تانريكولو، مقيمة في جبل الذهب، أحد أحياء العشوائيات في ضواحي أنقرة، التي تأمل أن يصبح أبناؤها يومًا ما أطباءً أو مهندسين. فمن خلال بؤرة البؤرة في الوجود اليومي وفي مخاوف الناس وإحباطاتهم وأحلامهم يبحث كابلان عن مفتاح مستقبل البلدان.
يقدم كتاب “أطراف الأرض” صورة فردية للأجزاء المدمرة من العالم، التي ستهيمن كوارثها الثقافية – مثل تلك التي تشهدها البوسنة والشيشان ورواندا اليوم – على انتباهنا وتعيد تشكيل عالم الغد.