في ظل قوس السفينة، يتجسد الإبداع الأدبي في عمل “In the Shadow of the Ark” الذي جاء كتأليف مشترك بين الكتّاب آن بروفوست وجون نيوونهاوزن، حيث يندرج هذا العمل تحت فئة الرواية الشابة الدينية ذات الطابع العام. تصطحبنا هذه الرواية إلى عالم مليء بالإثارة والمشاعر العميقة، حيث تتشابك الأحداث والشخصيات بأسلوب يمزج بين سحر “The Red Tent” وروعة “Girl with a Pearl Earring”.
الرواية تبدأ عندما تصل ريجانا وعائلتها إلى سهل الصحراء حيث يُشيد بناء السفينة العظيمة، وفي هذا الوقت، بدأت العالم بالتحول. الأمطار تتساقط في كل مكان، ويندلع الهلع بين البشر والحيوانات. تتحوّل الأرض تدريجياً بفعل المطر، ويدرك الناس مدى وحشة الكارثة. هذه هي السردية المثيرة للأسابيع والأشهر التي تلي هذا الحدث، حيث يتبيّن للجميع حجم الفاجعة.
وفي صلب هذا السياق الدرامي، تندمج حكاية الفتاة ريجانا، التي تتسلل على متن السفينة بحثًا عن حب هام، ابن نوح. إنها قصة صمودها وبقائها في مواجهة الطوفان الذي كان يهدد بتدمير كل ما خلقه الله. تنسج الرواية خيوط الحب والبقاء في سياق ملحمي، يرسم لنا لوحة حية للفترة الزمنية التي سبقت الكارثة وتلك التي تلاها.
تتألق الرواية في تصوير الشخصيات وتجسيد عالم ما قبل الطوفان، وتتيح للقارئ فهم عمق العواطف والتحديات التي واجهها الناس والحيوانات على حد سواء. تتألق مؤلفي الكتاب بفنهما في نقل الجمال اللغوي وتصوير الأحداث بأسلوب يثير الفضول ويخلق تجربة قراءة مميزة.
إصدار هذا العمل الأدبي الرائع جاء تحت ختم “آرثر إيه. ليفين بوكس” في شهر أغسطس من عام 2004، حيث قدم الناشر هذا الكتاب الذي يتراوح بين طياته بين الدين والفن، ليُضيء للقرّاء دربًا جديدًا في عالم الخيال والمغامرة.
إن “In the Shadow of the Ark” لا يقتصر على أن يكون مجرد رواية، بل هو تجربة فريدة تأخذنا في رحلة زمنية لا ننسى، معبأة بالتفاصيل والعواطف التي تجعلها تترك أثرًا عميقًا في قلوب القرّاء.