في عالم الأدب الجزائري يتألق كتاب “مولى الحيرة” للكاتب إسماعيل يبرير كجوهرة نادرة، حيث تتجسد في صفحاته رحلة زمنية طويلة امتدت لستة عقود، تعود إلى منتصف الخمسينات وتتوقف في عام 2015. تتنوع الأحداث والتفاصيل في هذا العمل الأدبي الرائع، إذ تتركز أحداثه أساساً في الحقبة الزمنية السبعينية والتسعينية، وفي ختامه يلقي الضوء على الألفينية.
على الرغم من تركيز الرواية على فترات زمنية محددة، يتجلى حرف الكاتب بإتقان في تقديم لمحة شاملة عن الثورة الجزائرية وما تلاها من تحولات وأحداث. يستعيد الكاتب الزمن ببراعة، حيث يتأمل في الفترة التي سبقت الثورة، ويسبر أغوار ما جاورها بقليل وما أعقبها بعناية فائقة. هذا التنوع الزمني يعزز تعقيد السرد ويضيف للرواية طابعاً فريداً وقيمة عميقة.
“مولى الحيرة”، بتأليف إسماعيل يبرير، يمتاز بعدة عناصر تجعله عملاً أدبياً فريداً وثرياً. يتألق الكاتب في تقديم شخصيات متعددة، يرسمها بألوان واقعية ويضفي عليها أبعاداً نفسية واجتماعية. يعيش القارئ تجربة غنية في استكشاف عوالم متشعبة، حيث تتداخل الخيوط الزمنية وتتشابك القصص الفردية لتكون لوحة أدبية تحكي تفاصيل الحياة بكل تعقيداتها.
تمتد صفحات هذه الرواية الرائعة إلى 448 صفحة، وقد أبصرت النور في عام 2016 عن طريق دار النشر والتوزيع مسكيلياني. يتضح من خلال الغلاف الورقي الجذاب أن العنوان لا يقتصر على اسم الكتاب فقط، بل يتحوّل إلى رمز يمثل اللغز الذي ينتظر فكّه على يد القارئ الفضولي.
تندرج “مولى الحيرة” ضمن فئة الأدب والخيال، حيث تستمتع القلوب الأدبية بالغوص في عوالم الخيال والواقع المتشابكة. وداخل فئة الروايات، ينبثق هذا العمل كمحطة لا بد منها في مكتبة كل عاشق للأدب الجزائري والعربي عموماً.
في الختام، يمتزج في “مولى الحيرة” فن السرد بروعة السرد، حيث تتفاعل الأحداث وتتلاقى الشخصيات لتخلق تجربة فريدة للقارئ، ترافقه في رحلة زمنية تتخللها مفاجآت وتحولات لا تنسى.