“المنطلق من خيوط الزمن القديم، يأخذنا كتاب “العرقوب” في رحلة استثنائية عبر أفق الأحداث، يرتكبها حكي قدير يحمل بين طياته مهارة فائقة في فن السرد. صاغ الكاتب تايلور، جي. بي هذه السردية الخيالية ببراعة تفوق الوصف العادي للأحداث، فهو يمزج بين الواقع والخيال بأسلوب يجعل القارئ يشعر بأنه يعيش في عالم موازٍ، حيث تعم الغموض والتشويق أرجاء لندن في ليلة من ليالي عام 1756.
تمتلك هذه الحكاية الخيالية الشجاعة لاختراق حواجز الزمان والمكان، حيث ينقلنا الكاتب إلى لحظة مصيرية حينما تنقلب الأرض عن محورها، وتدور في الفضاء لمدة أحد عشر يومًا وليلة، تاركة المدينة العظيمة في ظلام تام. هل هذا نهاية العالم؟ يخشى العديد من سكان لندن هذا السيناريو المروع، ومن بينهم أجيتا لاميان، خادمة صغيرة تعمل في منزل الدكتور سابيان بليك، العالم الذي امتلك حديثًا كتاب “نيمورنسيس” الأسطوري الذي يُقال أنه يكشف أسرار الكون.
وما يراه الدكتور بليك من خلال تلسكوبه يؤكد ما قرأه: إن هذه الكارثة ليست سوى إشارة لأمور قادمة. تسمع أجيتا تنبؤات الدكتور بليك بأن نجمًا يُدعى العرقوب متجه نحو لندن، حيث سيسقط من السماء ليوجه ضربة قاتلة. يعتقد الدكتور بليك أن هذا الكوميت إما سينهي العالم كما نعرفه، أو سيُعلن عن عصر جديد من التنوير العلمي والروحي. وفيما يبدو، حتى أجيتا تظهر أنها قد أُغرمت بالكتاب، وإلى من تسلمه في النهاية ستحدد ليس فقط مصيرها بل وأكثر من ذلك.
في هذا السياق، تظهر أمامنا رواية مثيرة تمزج بين عناصر الخيال والعلم والغموض، حيث يتجلى الصراع بين قوى الظلام وقوى النور. تقدم القصة مجموعة من الشخصيات المعقدة والمتنوعة، تجعلنا نعيش معها تفاصيل هذه المحنة الفاتنة. ومع نشر هذا العمل الأدبي الرائع على يد دار نشر جي. بي بوتنام للكتب للقراء الشبان في سبتمبر من عام 2004، أضافت النشرة الإبداعية هذه قطعة ثمينة إلى مكتبة الخيال الشاب.
فإذا كنت من عشاق القصص الخيالية التي تتحدى حدود الزمان والمكان، وتأسر الخيال بأحداث مثيرة وشخصيات مبدعة، فإن “العرقوب” يعتبر خيارًا ممتازًا للغاية. تحمل تلك الصفحات الورقية أسرارًا تنتظر اكتشافها، ومع كل صفحة يتعمق القارئ في عالم الخيال والتشويق. إنها تحفة أدبية تأسر العقول وتشعل الخيال، وتضيف روحًا جديدة إلى عالم القصص الخيالية الشابة.”