في كتاب “مياه هادئة” للكاتبة جنيفر لاوك، تُرى الغضب كالسام في القلب، وإذا لم يُبقَ تحت السيطرة، فإنه يغطي كل الأماكن الرقيقة حيث تنمو المحبة والتفاهم والفرح. هناك قوة في الغضب، بالتأكيد، قوة يمكنها مساعدتك على البقاء. لكن الحكمة الحقيقية تكمن في معرفة متى تتركه يذهب. في “مياه هادئة”، تواصل جنيفر لاوك السرد المثير للقصة الحقيقية التي بدأت في مذكراتها المشهود لها، “طائر الدراجة”.
بينما تحتضن صندوقها الوردي المليء بالكنوز السرية، آخر ذخائر طفولة فقدت، تنزلق جيني ذات الاثنتي عشرة عامًا من الحافلة في رينو مباشرة نحو مستقبل واسع المدى، حيث لا يوجد مسار مؤكد إلا مسار قلبها الخاص…
مفصولة عن أخيها، برايان، ومرت من راعية إلى راعية، تتحمل جيني كما فعلت دائمًا: باتباع البوصلة الداخلية للناجي. لكن عندما يختار برايان مصيرًا مدهشًا ومأساويًا، يجب على جيني أن تواجه أخيرًا الأسرار والأكاذيب والوحدة التي جعلتها أسيرة لسنوات. وأثناء البحث عن الإجابات، تكتشف جيني البالغة أن الماضي لا يمكن أن يُغلق إلى الأبد – حتى عندما يبدو فك حُجر الغضب والألم الخاص بالشخص نفسه أمرًا مستحيلاً. الآن، في دفء وفهم زواجها، في عيون طفلها، وفي محادثات قوية مع كاهن شاب متميز، تجد جنيفر معجزاتها الخاصة. تتعلم قلب متحجر الحب. تجد الروح التالفة سلامًا. والحياة، التي كانت في السابق مسألة بقاء فقط، تصبح غنية بأفراح العيش الحقيقي.
يعد “مياه هادئة” قطعة أدبية مميزة في فئة السير الذاتية والتي تركز على تجربة المرأة. تصف الكاتبة ببراعة رحلة النضج والبحث عن الحقيقة والمغامرة في أعماق الذات، وتأخذ القارئ في رحلة مثيرة من الألم إلى الشفاء، ومن الفقدان إلى العثور على الذات. تتنوع أحداث الكتاب بين الحنين إلى الماضي وتحليل الحاضر بحساسية وعمق، مما يجعله قراءة مؤثرة ومثيرة للتأمل في معاني الحياة والنضج الشخصي.