“سأتأخر في العودة إلى المنزل الليلة”، هو عنوان يتناغم مع طابع الغموض والمغامرة الذي يشوب حياة الشخصيات في هذا العمل الأدبي الفريد. يعود هذا الكتاب إلى قلب الحياة اليومية لجون وابنتها ليلي، اللتين يقمعان جذورهما ويتركان ولاية فرجينيا الغربية بحثًا عن حياة جديدة بعيدًا عن المصاعب التي تركتها وراءها.
من خلال قصة جون وليلي، ننغمس في مغامرة مليئة بالتحديات والمفارقات، حيث تترك جون زوجها الخائن وأمها الهلوسية التي تعتقد بأنها قادرة على الطيران. تقود الجالوبي القديمة والباهتة اللتين تستخدمانها وتتجولان في عالم خطير وساخر في الوقت نفسه، يعج بالعنصرية والجنسانية البذيئة، ورؤية محدودة للنساء اللاتي يسافرن بمفردهن.
من خلال ملاحظات ليلي الرائعة والمتقدمة في سنها وغالبًا ما تكون كوميدية، نبدأ في فك تشابك العواطف بين الأم والابنة، وتبدأ قلوبهما في التفكك تدريجياً، متجهة في النهاية إلى وجهات منفصلة. يتمحور الكتاب حول هذه الرحلة الملحمية التي تبرز المشاعر المعقدة والعلاقات الإنسانية في وجه التحديات القاسية.
في قسم الفيكشن العام، يتألق هذا العمل كقطعة أدبية فريدة، حيث يقدم للقارئ رؤية متميزة للعالم من خلال عيون ليلي، الطفلة التي تنشد الفهم والتفاعل مع التجارب الصعبة. إن نشره تحت لواء Villard في يوليو عام 1997 يظهر التقدير الذي حظي به في ذلك الوقت.
بإمكان القارئ الانغماس في عالم هذه القصة الرائعة، حيث يتجلى جمال اللغة والروح الأدبية في سرد تفاصيل حياة هاتين الشخصيتين. “سأتأخر في العودة إلى المنزل الليلة”، يعد عملًا يجمع بين العمق الإنساني ورونق السرد، مما يجعله تحفة أدبية تُذكر وتُقدر لسنوات عديدة.