في رواية “صفر”، التي كتبها إريك لاستبادر، نجد أنفسنا أمام عملٍ أدبي مشوق ومثير يأخذنا في رحلة فريدة من نوعها. الكاتب يقدم لنا لوحة فنية رائعة تجمع بين الفن التشويقي والدراما، مما يجعل القارئ يعيش تجربة استثنائية.
الرواية تروي قصة الفنان الأمريكي مايكل دوس، الذي رغم تعلمه للسبل القديمة للواعظ، يعيش حياة هادئة حتى تأتي وفاة والده الكارثية التي تشعل روح المحارب في دمه، وهي الروح التي لن تهدأ حتى يكتشف سر حياة والده الغامضة. تقود رحلته هذه إلى الغمر في عالم خطير، حيث يجد نفسه في قتال مميت مع منظمة يابانية شريرة تسعى لتدمير الولايات المتحدة من خلال فوضى اقتصادية عالمية. دوس محاصر، وفرصته الوحيدة للبقاء هي المواجهة النهائية، وجهًا لوجه، مع القاتل الشرير الذي يقف وراء كل هذا، الصفر.
التشويق والغموض يتخللان كل سطر في هذه الرواية، حيث يتقن لاستبادر فن صياغة اللحظات المثيرة والمفاجآت الحقيقية، مما يدفع القارئ إلى السباق نحو الصفحات النهائية المشوقة. يندمج دوس في هذا العالم الخطير، ونجد أنفسنا واقعين في مواجهة معه، نشعر بتوتره وخوفه، ونندمج معه في رحلته البحثية الخطيرة.
الكتاب الذي صدر عن دار Random House في مارس عام 1988 يحمل في طياته الكثير من الرموز والرسائل العميقة، وهو يندرج تحت فئة الروايات الواقعية والإثارة والتشويق. تاريخ النشر لا يعد مجرد رقم، بل هو بوابة تفتح لنا على عالم الثمانينات وتعكس طابع الفترة التي نشأت فيها الرواية.
الوصف الذي قدمه صحيفة “نيويورك تايمز بوك ريفيو” يصبح واضحًا عندما نغوص في صفحات الرواية، حيث يعتبرها مراجعون أدبيون رواية مكافأة، مليئة بالمفاجآت الحقيقية والمتاعب المثيرة، وهي تضيف للقارئ قيمة فنية وثقافية.