في كتابه الكتب العظيمة، يكتشف ديفيد دينبي متعة العودة إلى مقاعد الدراسة بعد فترة من الزمن، محملاً بالمعرفة والخبرة التي اكتسبها من الحياة. هذا الكتاب، الذي نُشر في سبتمبر 1996 عن دار نشر سيمون وشوستر، يتناول رحلة ملهمة وشخصية في عالم الأدب والفلسفة من خلال عيون طالب ناضج.
ينطلق دينبي في رحلته من خلال سلسلة من الكتب الكلاسيكية، مستعرضًا تجربة العودة إلى الدراسة في جامعة من الطراز الرفيع، بعد سنوات من اكتساب الحكمة والخبرة في العالم الخارجي. يستخدم دينبي قدراته كراوي بارع ليأخذنا في جولة رائعة، تجمع بين البلاغة والفكاهة والعاطفة، عبر الأعمال الأدبية التي شكلت الفكر الغربي.
يبدأ دينبي بتجربة إعادة قراءة أعمال الكتاب العظماء مثل هومر، وأفلاطون، والكتاب المقدس، وأوغسطين، وبوكاشيو، وهيجل، وجين أوستن، وكارل ماركس، وفريدريك نيتشه، وفيرجينيا وولف. هذا الاستكشاف ليس مجرد استعادة لمحتوى هذه الأعمال بل هو أيضاً استكشاف لتجربته الشخصية كطالب ناضج. يروي دينبي تفاصيل محاولاته في فهم وتفسير هذه النصوص العميقة، ويكشف عن التحديات التي واجهها في امتحاناته وإخفاقاته وكذلك نجاحاته.
الكتاب ليس مجرد سرد للأدب، بل هو أيضاً تأمل في تجربة التدريس والتعلم في العصر الحديث. يصف دينبي بدقة الأجواء التي تسود الفصول الدراسية، ويستعرض استراتيجيات مجموعة من المعلمين المميزين وكيفية تعامل الطلاب العصريين مع هذه النصوص المعقدة والمخيفة في بعض الأحيان. يبرز الكتاب الفجوة بين الأجيال، مشيراً إلى التحديات والفرص التي يواجهها الطلاب الحاليون مقارنة بالأجيال السابقة.
في هذا السياق، يعرض دينبي التأثيرات المختلفة التي أحدثتها العودة إلى الدراسة على حياته الشخصية. يصف كيف أن ذكرياته الشخصية وتجربته كطالب في مرحلة البلوغ بدأت تنكشف من جديد، وكيف أن هذه التجربة أثرت في نظرته للحياة والتعلم. الكتاب يقدم نظرة عميقة ومؤثرة على كيفية تأثير التعليم والأدب على تطور الفرد ونموه الشخصي.
الكتب العظيمة هو أكثر من مجرد استكشاف أدبي؛ هو تأمل في التعلم والتطور الشخصي من خلال عينات أدبية تاريخية. يجسد الكتاب تجربة فريدة من نوعها في الجمع بين الأكاديمية والتجربة الشخصية، ويقدم للقارئ لمحة عن كيفية تأثير الأدب الكلاسيكي على الفرد والمجتمع بطرق جديدة ومعاصرة.