“أم حامد”، هي رحلة أدبية يأخذنا فيها الكاتب مصطفى الفيلالي برفقة شخصيته الرئيسية “حامد”، في رحلة عبر الزمان والمكان، حيث يستعيد لنا أجواء “الخرج” والحياة في “القفة”. ينقلنا الكاتب إلى عالم حياة شخصيته “حامد”، الذي يعتقد في إحدى لحظات الرواية أن السفر إلى باريس للتسجيل في كلية الحقوق لا يتطلب سوى بعض الدنانير.
تكمن بداية الرحلة في “العضلة”، الفلايلية، ريف من أرياف سيدي علي بن نصرالله. ومن هناك، نتابع رحلتنا عبر تونس العاصمة، لنصل أخيرًا إلى عاصمة الأنوار باريس. يقوم الكاتب ببناء السرد باستخدام الأماكن المتعددة والتي تشكل خلفية لسير الأحداث الشيقة والمتداخلة.
الرواية تنقل القارئ إلى جمال الأمكنة المتنوعة، حيث يرسم الكاتب ببراعة لحظات مختلفة في رحلة “حامد”. يستعرض الكتاب أحداثًا تجسد الحياة في العديد من المشاهد، مما يمنح القارئ فهمًا عميقًا للشخصيات والبيئة التي تحيط بها.
تتكامل الأحداث وتتداخل بشكل يعزز من جاذبية الرواية، حيث يكشف الكاتب عن تفاصيل حياة “حامد” بشكل متقن. يعكس الكتاب براعة الفيلالي في رسم صور واقعية وغنية بالتفاصيل، مما يخلق تجربة قراءة غنية ومثيرة.
تأتي الرواية بتقنية فنية رائعة، حيث يتمثل ذلك في اللغة الجميلة والسرد الشيق، مما يجعلها إضافة قيمة لأدب الرواية. تتألق صفحات الكتاب، البالغ عددها 192 صفحة، بالمحتوى الثري والمميز الذي يأسر القلوب ويشد القارئ إلى عالم “أم حامد”.
صدرت الرواية في عام 2015 عن مركز دراسات الوحدة العربية، وتأتي بغلاف ورقي يعكس جمالية المحتوى الداخلي. تصنف الرواية ضمن فئة الأدب والخيال، وتحديدًا تندرج تحت فئة الروايات، حيث تقدم للقارئ تجربة فريدة وغنية في عالم الأدب العربي.